|


فهد الروقي
كيلو مصلحة منتخب
2018-09-12
في زمن انفلات الساحة الرياضية وصلت الأمور في بعض مراحلها لدرجة خطيرة جداً لامست حدود "الوطنية" وبات بعض أطراف النزاعات الكروية تعدها رداءً فضفاضاً تمتلك الحق في وضعها على من يشاء ونزعها عمن يشاء والمصيبة أن الوضع والنزع بسبب شعارات الأندية فقط.
الآن ظهرت "لزمة" جديدة تم إطلاق اسم "مصلحة المنتخب" عليها رغم أن المنتخب ومصلحته براء من تصنيفاتهم براءة الذئب من دم بن يعقوب ولإظهار هشاشة هذا التصنيف وأنه مبني على الأهواء الشخصية وقواعد "الميول" وعند الميول ليس للاعتدال مجال، ففي العام الماضي تم إلغاء مباراة السوبر بقرار من المدرب المقال بعدها "باوزا" وجاءت ردود الأفعال ما بين غاضبة من القرار أو مؤيدة له وكان التأييد يبني ذلك على أنه من "مصلحة المنتخب" فالمصلحة هناك أن تتوقف المباراة المحلية بل تلغى من أجل المنتخب.
نفس من كان يعد التوقف مبنياً على مصلحة المنتخب هاهو ومع فعل متناقض مع الأول يرى فيه "مصلحة للمنتخب"، فبعد قرار اتحاد القدم عدم توقف الدوري أثناء بطولة الأمم جاءت تبريرات المؤيدين على أن هذا القرار للسبب نفسه وعلى الرغم من أن التوقف أو استئناف الدوري أثناء البطولة ليس له علاقة ولا ارتباط بمصلحة المنتخب لكن حلاوة التصنيف وشعور المصنف أنه سيقطع الطريق على كل مختلف ولو كان مخالفاً، فالمنتخب "خط أحمر" ولن أستغرب حينها من أن يمتد التصنيف ليصل لمرحلة أن فوز فريق محلي في أي مباراة داخلية في ديربي أو كلاسيكو من مصلحة المنتخب.
ولا أستغرب أن يكون العكس بالعكس فمن كان مؤيداً للقرار سابقاً سيكون رافضاً له والمعيار في هذا التناقض والتضاد في الأقوال والأفعال مبني على الميول فقط وقد ظهرت الأمثلة ماثلة أمامنا، فحين يتم استدعاء لاعبين من فريقي المفضل للمنتخب ولدى فريقي استحقاق داخلي أو خارجي حينها فإنني أعد ذلك محاربة لفريقي وحين يكون مع فريق منافس فإني سأعدها لمصلحة المنتخب.
وتبقى معضلتنا الحقيقية في الأهواء الشخصية والميول فقط.

الهاء الرابعة
‏ياما وقفت بوجه الأيام ماطحت
‏وياما وثقت بناس والناس طاحوا
‏مشيت بالدنيا تعلمت وارتحت
‏أهل المصالح لاخذوا شي راحوا