|


بدر السعيد
خميسي الونيس
2018-09-15
الرياضة محيط شاسع لا طرف لامتداده.. محيط أكبر من اختزاله في قطرة صغيرة تسمى كرة القدم.. المحيط الذي أثار اهتمامي وشغفي منذ الصغر فأحاط بحياتي وحياة الكثيرين أمثالي.. أُبحر في بحاره وما زلت.. أستمتع.. أستفيد.. وأفيد.. تتعددت الرياضات فيزداد شغفي.. تتنوع مدارس التطبيق ونماذج التنظيم وأساليب التسويق فيزداد الأمر متعة وإثارة..
علاقتي بهذا المحيط ليست وليدة الصدفة أو اللحظة فقد بدأتها سباحاً عام 1984.. ثم انتقلت متطوعاً في مختلف لجان الأعمال والتنظيم منذ بداية التسعينيات.. مروراً بباقي تجاربي ومناصبي واهتماماتي وعلاقاتي الرياضية الرسمية وغير الرسمية والتي ترك كل منها أثراً في قلبي وعقلي وشخصيتي.. إلا أن أجمل ما في ذلك المحيط من كنوز كان الاقتراب من رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة والتعرف عن قرب على رياضييها من ذوي الاحتياجات الخاصة.. بل وأجزم أنه من أهم وأغلى مكتسباتي الشخصية في العمل الرياضي على مر السنين..
في يوم الخميس الماضي كنت على موعد مع تجديد تلك العلاقة الثمينة.. كنت وأربعة من الرجال الأوفياء على موعد مع أولئك الأبطال لمشاركتهم في حدث يهمهم ويخصهم.. شرفونا يومها بدعوتنا لحضور ختام بطولة الطائرة التي يمارسونها بالشكل والأسلوب المتناسب مع إعاقتهم الحركية الجسدية..
اتجهنا إلى مركز "المروة" الترفيهي ـ أحد مرافق أمانة مدينة الرياض ـ وهو المكان المخصص ليتناسب مع المعاق ليمارس الرياضة بالطريقة المناسبة له.. لا أخفيكم إلى أي مدى كانت سعادتنا ونحن نشاهد ذلك المكان المجهز لحاجاتهم.. لكن سعادتنا بالمكان لم تكتمل حيث بادرنا المشرف بقوله إنه المكان الوحيد في المملكة المجهز بهذا الشكل من قبل أمانات المدن..!!
لا يمكن أن أصف لكم يا كرام مدى السعادة البالغة التي ستسيطر عليكم حين تشاركونهم أحداثهم.. ولا يمكن أن أصف لكم مدى الرضا الذاتي الذي سيتلبسكم وأنتم تصافحونهم بعد ختام كل نشاط وبرنامج..
نتناقل عبارة "الخميس الونيس" في كل مرة يطل علينا هذا اليوم كإشارة لبدء الفرح في نهاية الأسبوع.. لكني شخصياً لمست فعلا أنه "ونيس" أكثر من ذي قبل بعد أن كان مخصصاً لمشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة مناسبتهم وفرحتهم..
يا كرام.. كل فيما يخصه وبقدر ما يملك من مال أو صلاحية أو قدرة.. اقتربوا من تلك الفئة.. امنحوهم قدراً يسيراً من الوقت والاهتمام.. صدقوني أنكم ستجدون راحة ستعجزون عن وصفها وستكون أيامكم وأيامهم كلها "خميس ونيس"..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..