|


المعلق التونسي ومدير مكتب الرياضة في اتحاد إذاعات الدول العربية يفتح الملفات

خيرات: الاحتكار يهدد الشباب

حوار: عبد الغني عوض 2018.09.16 | 02:12 am

أنهى المرحلة العليا في الإدارة بنجاح، ونال الإجازة في القانون العام، وحصل على شهادة دكتوراه المرحلة الثالثة في القانون الأوروبي، إضافة إلى نيله الماجستير المهني في الإعلام الرياضي.
عمل معلقاً في التلفزيون التونسي لمدة 15عاماً، تقلّد منصب مدير إقليم بوزارة العدل التونسية حتى عُين في منصبه الحالي.
إنه التونسي الدكتور نبيل خيرات، مدير مكتب الرياضة في اتحاد إذاعات الدول العربية.. التقته "الرياضية" في مقر الاتحاد في تونس، وتطرق إلى دور الاتحاد في البث التلفزيوني والإذاعي لجميع الدول العربية.
وكيف تنهض الدول الأعضاء في نيل حقوقها كاملة في الاستحقاقات الرياضية المقبلة، متطرقاً إلى الدور الذي لعبه جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي السابق في التعامل المباشر مع الشركات لإقصاء الاتحادات الإقليمية عن الاستفادة المالية من البث.
01
حدثنا عن نشأة اتحاد إذاعات الدول العربية؟
"إسبو" هو منظمة عريقة عمرها 48 عاماً تختص بمجال الإعلام المرئي والمسموع تحت جناح جامعة الدول العربية، وصدر قرار إنشائه في عام 1955 في السودان، وتم عقد أول مؤتمر للإذاعيين العرب في العام ذاته، وتوالت عقد الجمعيات العمومية للاتحاد.
02
ومتى عقدت أول جمعية عمومية؟
عام 1969 في الخرطوم تم عقد أول جمعية عمومية أعلن خلالها إنشاء اتحادات إذاعة الدول العربية رسمياً، ثم توالت الاجتماعيات والتوصيات حتى عام 1999 حيث تم تعديل اتفاقية الاتحاد والنظام الداخلي للجمعية العمومية لتسهيل تشكيل المكتب التنفيذي للشؤون الطارئة وتفعيل دور أعضاء الدول المشاركة.
03
وما أبرز أهداف الاتحاد؟
تنمية الاتجاهات المشتركة بين الدول العربية في مجال الإعلام، وتعزيز روح الإخاء العربي، وترسيخ الدور الفعال للإذاعة والتلفزيون العربي وتقوية الروابط بين الاتحادات الإذاعية الإقليمية والمنظمات الإعلامية الدولية، وتفعيل الأنشطة والمهرجانات والندوات والدورات التدريبية والبحوث والدراسات لخدمة اتحاد إذاعات الدول العربية.
04
هل يقتصر دور الاتحاد على البث الإذاعي فقط؟
لا.. الاتحاد دوره الإشراف المباشر على جميع القنوات التلفزيونية الرسمية، وكذلك الإذاعات العربية والراديو من خلال مظلة جامعة الدول العربية من أجل اللحاق بجميع المناسبات الرياضية المحلية وبثها عن طريق مذيعين ومعلقين لهم ثقلهم الإعلامي على مستوى الوطن العربي.
05
لكن دور اتحاد إذاعات الدول العربية تأخر في اقتناص حقوق بث البطولات العالمية؟
لم نتأخر.. بالعكس الاتحاد كان سبّاقاً في الحصول على بث البطولات الكبرى مثل كأس العالم أو الألعاب الأولمبية وكذلك الكؤوس الإقليمية والقارية في قارتي آسيا وإفريقيا، إضافة الى اهتمام الاتحاد ببطولات كبرى أخرى في أوروبا وأمريكا اللاتينية خلال الأعوام الأخيرة، وكانت وقتها مملوكة لاتحاد إذاعات الدول العربية لمدة 40 عاماً، والاتحاد استأثر بالألعاب الأولمبية بداية من بطولة كندا 1976 حتى دورة ريو دي جانيرو 2016.
06
وهل استعاد الاتحاد حقوق بث هذه البطولات في بلداننا العربية؟
حاولنا مراراً وتكراراً اكتساب حقوق البث بما نملكه من رغبات صادقة من جميع الدول العربية المشاركة في عضوية الاتحاد وبما لدينا من اتحادات ومؤسسات عربية قوية تمتلك واجهات إعلامية مشرفة كانت سبباً في توطيد أواصر الثقة والتعامل مع الاتحادات العالمية الأخرى مثل الاتحادين الأوروبي والأمريكي، حيث جمعنا تعاون مشترك معهما في الملتقيات العالمية.
07
ماذا حدث بعد هذا التقارب؟
انقلبت الأوضاع رأساً على عقب، فبعد أن كانت هناك رغبات طيبة من تلك المؤسسات الدولية وكذلك اللجنة الأولمبية في التعامل مع الاتحادات القارية والتوجه مباشرة مع الدول والشركات، ظهر السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي وغيّر السياسة تماماً وصار التواصل مباشرة مع الشركات الخاصة الاحتكارية.
08
وهل أثر تعامل بلاتر المباشر مع الشركات على تطور الاتحاد؟
طبعاً مع ظهور القنوات الرياضية المتخصصة في بداية تسعينيات القرن الماضي بما تمتلكه من تمويلات مالية ضخمة طمعاً في الاحتكار تأثر اتحاد الإذاعات العربية كثيراً بهذا التحالف، وخرجنا من مرحلة التلفزة والمرفق العام إلى مرحلة التلفزات الخاصة التي تبحث عن الربح، وهو ما يعني إقصاءً صريحاً للاتحاد.
09
إذاً بلاتر ساعد على احتكار القنوات الخاصة للبث؟
طبعاً، لأن الرياضة تجلب أموالاً طائلة، لذلك كان توجه بلاتر الرئيس السابق لـ"فيفا" في تعامله المباشر مع الشركات المحتكرة وإقصاء الاتحادات وبالتالي بات الأمر صعباً لاتحاد إذاعات الدول العربية شأنه شأن الاتحادات الأخرى التي تأثرت بتوجهات الرئيس السابق شيئا فشيئا لتتحول هذه الحقوق إلى شركات خاصة واحتكارية.
10
وجود بعض المنظمات الفضائية التي تنافس الاتحاد في المنطقة العربية ألا يُعد تعدياً على حقوقه؟
بلا شك هناك منظمات فضائية أخرى في المنطقة تنافس "إسبو" بشراء حقوق البث وتوزيعها على بعض القنوات الخاصة، وهو ما يُعد بالفعل تعدياً على اتحاد العرب باعتباره مؤسسة إعلامية عريقة مشهود لها دولياً باعتراف الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي لم ينقطع تواصله مع " إسبو" في الأعوام الأخيرة وحتى مونديال 2010 في جنوب إفريقيا رغبة في الحصول على قيمة نشر وحقوق بث الاتحاد.
11
وهل أثر هذا التضارب على شعبية كرة القدم العربية؟
بكل صدق نعم تراجعت شعبية كرة القدم في الأعوام الأخيرة في المنطقة العربية بشكل واضح، وتراجعت بسبب الاحتكار لأنه أثر على شعبية كرة القدم في العالم، وبالتالي تراجعت شعبية كرة القدم في المنطقة العربية التي افتقدت إلى المتابعة وبات أكثر من 5 في المئة‏ تقريباً من سكان المنطقة العربية لا يشاهدون مباريات كرة القدم بشكل مفتوح.
12
وماذا فعلت "إسبو" لحل أزمة البث المفتوح لمشاهدي الوطن العربي؟
نبحث عن حلول في كل الاتجاهات، فخاطبنا كل الجهات من "فيفا" إلى اللجنة الأولمبية الدولية إلى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم كذلك الاتحاد الآسيوي وحتى اتحاد لجان الأولمبية العربية، خاطبناهم كلهم وتحدثنا معهم وقلنا لهم إن نسبة 70 في المئة‏ من شباب العرب تحت 20 عاماً ولديهم ميول لكرة القدم لإبعادهم عن العنف ولابد من مشاهدتهم لكرة القدم وبالفعل تم تفعيل هذه التوصيات على مستوى وزراء الإعلام العرب خلال دورة ديسمبر الماضي في القاهرة وكذلك في مايو 2018.
13
ألا يوجد تحرك عربي على مستوى عال لحل الأزمة؟
مجلس وزراء الإعلام العرب تبنى التوصيات المقترحة من اتحاد إذاعات الدول العربية في مذكرة حول الحقوق الرياضية والوضع الآن يسير رويدا رويدا في المنطقة العربية بتبني قوانين تكون قريبة من قوانين الاتحاد الأوروبي وبتوجيهات لبث جانب من هذه البطولات حتى يتمكن المشاهد من متابعتها.
14
ما حقيقة دخول "إسبو" في مفاوضات لنيل بث كأس العالم الأخيرة 2018 في روسيا؟
حقيقة دخلنا في مفاوضات مباشرة حول حقوق بث كأس العالم الأخيرة روسيا حتى على مستوى البث الأرضي خاصة في ظل وجود 4 دول عربية كانت مشاركة في كأس العالم وهي تونس والسعودية ومصر والمغرب، وكنا قد دخلنا مفاوضات مشددة وتوجهنا إلى "فيفا" ولم يكن الأمر سهلاً بالطبع في ظل الالتزامات القانونية.
15
وماذا بعد؟
يظل " إسبو" موجوداً بقوة على الساحة نحو اقتناء الحقوق الرياضية، ومازالت هناك بطولات أخرى لكأس العالم والألعاب الأولمبية والرياضات الكبرى في المنطقة العربية بشكل مباشر، وأعتقد أنه الأجدر بالتفاوض من أجل تحصيل حقوق البث في الملتقيات الرياضية في القريب العاجل.
16
تم التوقيع مع القناة الناقلة لكأس العالم 2026 و2030 ولم يحصل عليها الاتحاد؟
لم تعرض على "إسبو" بكل تأكيد، وبالنسبة لكأس العالم روسيا 2018 كانت هناك مفاوضات منذ 2010 لكن فيما بعد كانت هناك ترتيبات أخرى لم يتوصل خلالها الاتحاد لإبرام عقد نهائي مع "فيفا" لأن زمن بلاتر كان مغايراً تماماً كما ذكرت، وربما تتحسن الأمور تحت قيادة جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي الحالي، الذي نراه أكثر انفتاحاً على المنطقة العربية، لربما تتغير الأوضاع للأفضل.