|


فهد الروقي
لماذا العراق؟
2018-09-19
جرت العادة أن تتقاطع الرياضة والسياسة أو السياسة بالرياضة حتى أصبح الرياضيون يحذرون الساسة من الاقتراب من ساحتهم حتى لا تفسدها، فالرياضة كما يراها أهلها جامعة للقلوب، ومجمعة للشعوب، وإن كان في هذا بعض الاستثناء، فمناوئوها يرون أنها قد تسببت في حرب بين بلدين وقد تكون المباراة المعنية بمثابة “القشة” التي كسرت ظهر البعير.
في المقابل يرى أهل الرياضة بأنها بلسم شاف لكل أمراض التفرقة والبغضاء التي تخلفها السياسة حتى أصبحت لهم قاعدة شهيرة “ما أفسدته السياسة تصلحه الرياضة”.
حاليا ومع المرحلة الانتقالية التي يشهدها وطن الخير في شتى مناحي الحياة أصبحت الرياضة جزءا من مشروع ضخم في ذاتها ويمتد ليشمل جوانب أخرى، ومن ذلك التصدي للمشروع الإيراني الذي يهدف لوضع “هلال كئيب” حول جزيرة العرب بالاستيلاء “معنوياً أو حسياً” على البلاد العربية فامتدت أيدي الطمع حول العراق وسوريا ولبنان وكانت هناك محاولات على الأردن لكن “النشامى” كانت لهم وقفة صارمة وأدركوا أن وطنهم أكبر من أن يباع سلعة رخيصة للمجوس الذين نجحوا في زعزعة كل تلك الأوطان، فشُرد مواطنوها، وانتهكت الأعراض وأزهقت الأرواح وأصبح البقاء على قيد الحباة الحلم الوحيد لهم.
وظلت الأوضاع كما هي عليه حتى حضر “سلمان الحزم ومحمد العزم” لتبدأ مرحلة جديدة ونهضة كبرى ومن ذلك قطع براثن الفتنة في اليمن واستعادة العراق وعودتها للحضن العربي بكل الوسائل المتاحة ومن ذلك المجال الرياضي خاصة بعد أن اكتشف العراقيون بأنفسهم الوهم الفارسي الذي جعل من وطنهم مستنقع دماء يحيط به الفقر والمرض، وهنا التقت الرغبتان بشغف عميق، فمهد العرب تسعى لاستعادة جزء مهم من الجسد، وأرض الرافدين أيقنت بأن فارس لوث طهرها، وسرق مقدراتها وكان الالتقاء جماعيا سياسيا ومجتمعيا وأخيرا وليس آخرا رياضيا بعد أن جهز معالي رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ لبطولة رباعية تضم إلى جانب السعودية قطبي “كلاسيكو الأرض” البرازيل والأرجنتين وكانت المفاجأة السارة بدعوة “عراق العروبة”.

الهاء الرابعة
أبشرْ عراقُ ففي الغيوب وعودُ
وكأنها بشراكَ جاء العيدُ
تومي ليومٍ أنت فيه مظفر
ويحفُّه وهو الجليل سعود.