|


عبدالرحمن الجماز
«عطونا ملعبكم»
2018-09-25
ارتفعت وتيرة الأصوات المشتكية في النصر وأخذت اتجاهات وأشكالاً مختلفة في كل مرة.
ومع كل جولة في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين كانت الشكوى النصراوية حاضرة، مرة مع تقنية “الفار” وأخرى مع الإخراج، والآن مع أرضية ملعب الأمير فيصل بن فهد الذي تكاثر عليه المشتكون دون أن نسمع صوتًا رسميًّا واحدًا يمثل إدارة الملعب، يظهر ويوضح ملابسات تلك الأرضية التي تشوه بالفعل من جماليات الدوري الصاخب منذ البداية داخل الملعب وخارجه.
وكان الاحتجاج النصراوي هذه المرة منصبًّا على الخوف من التأثيرات السلبية التى قد تفرزها أرضية الملعب السيئة، وتعرض النجوم المحترفين للإصابة؛ ما قد يتسبب في فقدان الدوري متعته وأهميته وقوته.
وهذا الكلام سليم ومنطقي جدًّا، لو كان النصراويون بما فيهم رئيسهم لم يكونوا من أشد المطالبين باستمرار الدوري خلال كأس الأمم الآسيوية، التي ستفقد فيها الأندية عددًا كبيرًا من نجومها المحليين والأجانب “أين كان الخوف والحرص على الدوري حينذاك”؟ في هذه الحالة فقط ربما كانت مطالب النصراويين مقبولة من الأطراف الأخرى بلا استثناء، بما فيهم الهلاليون أنفسهم.
يقول رئيس النصر سعود السويلم في تغريدة كتبها عبر حسابه الشخصي في تويتر: “‏أخي معالي المستشار تركي آل الشيخ سوء أرضية استاد الأمير فيصل بن فهد تُعرض اللاعبين لإصابات خطيرة وستفسد متعة الدوري وتضيّع ملايين صُرفت لجعل دورينا أقوى وأجمل. ‏إدارة الملعب لم تعالج هذه المشكلة، والأمل في تدخلك الشخصي فالوضع أصبح خطيرًا ومصدر رعب للاعبين”.
الهلاليون الذين أحسوا من هذه التغريده باقتراب من الحمى ورغبة مبطنة في الاستفادة من ملعبهم المستأجر من جامعة الملك سعود، كان ردهم سريعًا جدًّا عبر تغريدة رئيس النادي الأمير محمد بن فيصل الذي كتب هو الآخر “ملعب الهلال.. للهلال
‏ويبقى محيط الرعب.. صعب المنال”.
عمومًا أرى أن احتجاجات النصراويين سواء كانت إدارية أو جماهيرية حق مشروع للجميع دون المساس بالآخرين ومحاولة التطفل على أشيائهم الخاصة. كما هو الحاصل الآن مع محيط الرعب أو ملعب جامعة الملك سعود ـ سمّه ما شئت ـ ولكنه في الواقع يظل ملعبًا هلاليًّا بواقع القانون والعقد شريعة المتعاقدين مهما حاول بعضهم القفز على تلك الحقيقة بالعزف على كون جامعة الملك سعود منشأة حكومية ـ وهي كذلك ـ ولكنها استثمرت ملعبها من خلال تأجيره لنادي الهلال، وهو ما يحاول بعضهم تجاهله وتناسيه مع الأسف بكل تسطيح واستغفال لحقوق الآخرين واستثماراتهم.