|


عوض الرقعان
إعلام بلا أرقام
2018-10-06
بعض زملائنا بدلاً من أن يقفوا على الأداء الباهت والنتائج غير المنطقية والاختيار العشوائي للاعبي أنديتهم الأجانب، وكذلك الترتيب الصادم في سلم الدوري والبحث عن حلول لهذا الوضع المفاجئ، أقاموا الدنيا وأقعدوها على تصريح بلغة الأرقام، ذكره عضو شرف النادي الأهلي الأخ عبد الله الزهراني.
وفي المقابل تناسوا تصريحات بعض مسؤولي أنديتهم وأحاديث الكثير من المشجعين، وهي الأقاويل المثيرة التي هي مثبتة في عالم اليوتيوب وقوقل، ناهيك عن عدد الانسحابات المثبتة صوتًا وصورة من خلال الراديو أو قصاصات الصحف القديمة أمام الأهلي، ناهيك عن الهروب بالكرة من ملعب الصبان، وكل هذا بعد أن يتفوق الأهلي بعدد وافر من الأهداف. وشخصيًّا أنا حضرت مباراة بملعب الصبان عام 1396هـ، مع والدي ـ حفظه الله ـ وكانت أول مباراة تنقل على الهواء مباشرة في مسابقة كأس الملك، تغلب يومها الأهلي بخمسة أهداف، وكان الجمهور يطالب اللاعب النور موسى ـ رحمه الله ـ بصوت واحد بالعودة للدفاع، خوفًا من زيادة عدد الأهداف التي انتهت لصالح الأهلي بخمسة أهداف مقابل لا شيء. وممكن أضيف على ما قاله الزهراني لمن لا يعرف، هذه لغة الأرقام في عصرنا الحالي؛ ففي مسابقة الدوري السعودي لم يتغلب الاتحاد على شقيقه الأهلي منذ سبع سنوات، وفي آخر مباراة آسيوية أخرج الأهلي صديقه الآسيوي من نصف النهائي، وفي آخر بطولة عربية نظمها الاتحاد حصل الأهلي عليها، وفي كأس الملك حدث ولا حرج في كمية التفوق للنادي الملكي؛ فأين التنافس الرقمي بين الناديين حاليًا، وهذا ما كان بعض زملائنا الاتحاديين أنفسهم يتقولون به على نادي الوحدة، ولكن الكلام بات بمزاجهم ويحرفونه كيف ومتى ما أرادوا، والغريب في هذا المضمار أن من التحق بعالم الرياضة بعد أن عمل في مجال الفن، وكلاهما مضمار للإبداع ويفترض أن يعرف مدى وأبعاد هذا المجال على السواء في الرياضة والفن معًا،
وإن كانت الرياضة تحتاج إلى روح التنافس والقبول بالآخر، وليس التعصب كما هو في الفن والميل كلية إلى مدرسة طلال أو التعصب للفنان محمد عبده وزمان يا فن.
وكان التنافس حينها على أشده بين القطبين، كذلك الحال بالنسبة للإعلام الرياضي الذي كان يشهد إبداعات وتعليقات وانتقادات الأخ خالد قاضي رحمه الله من الجانب الأهلاوي، وعثمان مالي من جانب آخر، حيث الجدية والجرأة والتصدي لأي خطأ إداري داخل إدارات نادي الاتحاد.