|


سعد المهدي
وما ينتظر صلاح أعظم!
2018-10-06
بقدر حجم النجومية يكون التعاطف والتشجيع للنجم، كذلك العداء والتثبيط هذا في نظري أقرب إلى العدل، ما لم يكن في الحالتين تجنيًا يلحق الضرر به أو بزملائه أو منافسيه في السمعة والرزق على الصعيدين المهني، أو الحياتي ككل.
جمهور ليفربول الإنجليزي الذي كان للنجم المصري محمد صلاح الموسم الماضي بمثابة الرافعة ليبقى في أعلى مراتب النجومية على مستوى الكرة في العالم، اليوم بعض هذا الجمهور غاضب بسبب عدم ظهوره بالمستوى الذي كان عليه الموسم الماضي، وما اعتبروه تخاذلاً وعدم رغبة في تقديم ذات المستوى، واتهامه بالأنانية في الأداء، وظهور بوادر صراع بينه وبين السنغالي ساديو ماني، وآخرين في الفريق.
عداء الخصوم من جماهير الأندية الأخرى، أقل تأثيرًا وأهمية من سحب ثقة جماهير فريق النجم من تحته، أو لو أداروا وجوههم عنه، هذه بداية الفراق على الأقل بين الطرفين، وربما تتبعها تداعيات أخرى تبدأ في قضم حجم النجومية حتى لا يتبقى منها شيء في زمن قصير.
صلاح كنموذج لأي نجم، بدأ صعود نجمه بكثير من التضحيات والجد والكفاح والتطوير لاستثمار موهبته، إلى أن مر من الثقب الضيق ليخرج إلى كون فسيح فيه كل ما يمكن أن يتمناه أي لاعب، لكن القمة التي تحتاج إلى مثل ما فعله صلاح، البقاء عليها أصعب، هي عالم جديد يحتاج إلى مرحلة مختلفة من العمل بما يتوافق مع متطلباتها الأكثر صعوبة وتعقيدًا من سابقتها، هذا ما ينتظر صلاح!
الكثيرون من النقاد والفنيين، يرون أن الوقت مبكر جدًّا على سقوط صلاح في فخ التقييم من جديد، وهو الذي جاء ثالثًا عالميًّا في جوائز الـ"فيفا" بعد أن أنهى موسمًا تاريخيًّا برصيد 44 هدفًا، حصل بهم على الحذاء الذهبي وأفضل لاعب في الدوري الإنجليزي، وبدأ الموسم الحالي بهدف في شباك برايتون هو رقم 29 له في 29 مباراة على ملعب ليفربول "أنفيلد بارك"، لكن الذي لم يتم التأكد منه مدى قوة صلاح نفسه على العبور مرة أخرى إلى ضفة النجاح.
لو لم تواجه النجوم الكبيرة مثل هذه الظروف وتغلبوا عليها، لما زادت نجوميتهم عن غيرهم بشيء، ولو لم يدخل النجوم في مثل هذه الاختبارات الصعبة وينجحوا في اجتيازها لأصبح كل من لعب في ناد أو سجل هدفًا نجمًا.. صلاح سيعود أثق أن الأمر مسألة وقت.