|


أحمد الحامد⁩
مع من تتعامل؟
2018-10-14
بالأمس صرح مسؤول سعودي رداً على تصريحات متنوعة تحدثت عن احتمالية فرض عقوبات على المملكة في حال ثبتت صحة الافتراءات، جاء في تصريح المسؤول السعودي رفض المملكة "التام" لأي تهديدات ومحاولات للنيل منها سواء عبر التلويح بفرض عقوبات اقتصادية أو استخدام الضغوط السياسية أو ترديد الاتهامات الزائفة التي لن تنال من المملكة ومواقفها الراسخة ومكانتها العربية والإسلامية والدولية، وقال المسؤول ستظل المملكة عزيزة ثابتة كعادتها مهما كانت الظروف ومهما تكالبت الضغوط. وأضاف إن المملكة إذا تلقت أي إجراء سوف ترد عليه بإجراء أكبر.
لم أنقل لكم كامل التصريح لكنني نقلت بعض ما ورد فيه، وهو رد متوقع.
مشكلة بعض الدول المتشكلة من أحزاب أو مرجعها لأحزاب تعتقد أن دولة مثل المملكة تفكر وتتصرف على شاكلتها، متناسين أن المملكة بنت مجدها وقوتها من ثوابتها التي لم تتغير منذ نشأتها، وهذه الثوابت تمثل بالأساس شخصية الفرد السعودي العربي، الممتدة من آلاف السنين إلى يومنا هذا، هذا الفرد الذي يقدم دائماً كرامته ونفسه الحرة أولاً أمام كل شيء، لا تستطيع أن تسلب منه كرامته مهما حاولت لأنه يقدم روحه من أجلها، وعلى هذا الأساس بصورة عامة بنيت السياسة السعودية في تعاملها مع العالم أولاً.
ثانياً لمن يعرف هذه الشخصية يدرك تماماً أسباب عطاء المملكة للدول العربية والإسلامية وللعالم، مصدر هذا العطاء هو سلوك الفرد السعودي الذي يرى في عطائه ميزة لشخصيته ومن طبيعة تشكيله، هذا الفرد الذي لن تستطيع التعامل معه ما لم تقدم أدبك واحترامك له أولاً، لكنك في نفس الوقت تستطيع أن تنال محبته الكاملة التي يصل بها بالتضحية بنفسه من أجلك ومن أجل حقوق محبتك ومودتك واحترامك التي قدمتها له، هذه الصفات هي من تأثير النشأة والتربية والبيئة، ومن الطبيعي أن تتشكل السياسة العامة للدولة على هذا الأساس.
لا تفاوض على مسألة الكرامة أو محاولة النيل، واحذر من الاستنقاص لأن ما ستحاول فعله سلباً ستنال أضعافه إذا ما حاولت، مشكلة بعض الدول أنها لا تدرس شخصية الفرد الذي يشكل المجتمع، فتتعامل معه بمثل ما تتعامل مع الأفراد والمجتمعات الأخرى مع كامل احترامي للجميع، من السهل جداً للقارئ في التاريخ الممتد في الجزيرة العربية منذ آلاف السنين وللدارس لشخصية هذا الفرد أن يعرف صفات العربي الأصيل والتي لم تتغير لأنها كانت ومازالت ثوابت دونها الروح.