|


عبدالرحمن الجماز
بيتزي والمنتخب.. قمة التناقض!
2018-10-16
لست متشائمًا إن قلت إن المنتخب السعودي الأول لكرة القدم لن يذهب بعيدًا في كأس أمم آسيا، التي تستضيفها الإمارات العربية الشقيقة في يناير المقبل.
ولن أكون محبطًا أو من أولئك المتحطمين إذا ما قلت إن الأخضر ربما لا يتجاوز دور المجموعات في البطولة الآسيوية الذي يوصف بأنه "كبيرها" وهو بالفعل كبيرها، ولكن في سنوات مضت وليس الآن وهذه الحقيقة مع الأسف الشديد.
في كأس العالم الأخيرة بروسيا، فشل الأخضر بقيادة بيتزي في إقناع المتابعين بوجود هوية واضحة للأخضر السعودي، ومني بهزيمة قاسية في الافتتاح، حاولت بعدها الجماهير السعودية لملمة جروحها ووقفت مع الأخضر ونجومه في السراء والضراء، برغم أنهم لم يقدموا لهم ولا مدربهم ما يوحي بوجود منتخب عليه القيمة في تلك الفترة.
الآن وبعد الدورة الرباعية الدولية، جاء حضور الأخضر وخاصة في مواجهته الأخيرة باهتًا، متواضعًا في كل خطوطه، كثرت أخطاء المدافعين واختفى المهاجمون ولم نرهم لا أمام البرازيل ولا العراق.
ولا أظن منتخبًا كهذا سيكون قادرًا على المنافسة أو مقارعة المنتخبات الآسيوية، حتى لو حاول بعضهم إيهامنا بغير هذا التصور.
قد يكون المدرب الأرجنتيني بيتزي ملامًا في عجزه عن إيجاد هوية للأخضر السعودي، برغم الفترة التي قضاها مع المنتخب السعودي وخوضه العديد من المواجهات الودية الدولية، التي كان آخرها الدورة الرباعية التي أدخلت القلق في قلوب الجماهير السعودية، وجعلها لا تستطيع المراهنة على ما سيفعله منتخب بلادها في كأس العالم.
ولكنه من المؤكد ليس المتسبب الوحيد فيما آلت إليه الأوضاع الفنية الحالية للمنتخب السعودي.
وبلا شك أن المدرب نفسه حاول التملص من مسؤولية العقم الهجومي وإلقاءها على تواجد المهاجم الأجنبي "غير المفلتر" في منافسات الدوري المحلي، وهو ما ساهم في تضاؤل الفرصة أمام المهاجم السعودية، وبالتالي أفقده حظوظه في التواجد في تشكيلة المنتخب كما يقول بيتزي.
وما عبر عنه مدرب المنتخب السعودي وكشف فيه عن معاناته هو جزء من الحقيقة وليست كلها كما يظن هو.
لم يهتم هو أيضًا بإيجاد حلول ناجعة وفاعلة في معالجة مشاكل الهجوم، من خلال التباحث مع المعنيين والفنيين والإيعاز لمدرب المنتخب هو ومعاونوه بالتصدي لجذور المشكلة من أساسها، والبحث عن المواهب بعيدًا عن نطاق الأندية الكبيرة.
في حين لم ينجح بيتزي في إقناعنا لماذا أغمض عينيه عن المهاجم الهداف ناصر الشمراني، وهو في أمس الحاجة إليه، في الوقت الذي سارع بضم حسين عبدالغني وهو لا يحتاجه.. قمة التناقض!!