|


بدر السعيد
الميدالية الثانية.. بين أمل وفوضوية!!
2018-10-20
في ليلة لم تكن كباقي ليالي رياضة الوطن، جاءت الأخبار السارة كالمطر بعد انقطاع.. منصة الأولمبياد تتزين بالميدالية الذهبية الأولمبية الأولى لبلادي طوال تاريخها.. ميدالية أولمبية سعودية خالصة.. خطط لها القناص وصنعها الزهراني وحققها العسيري..
حقيقة لم أتعجب أن يكون الإنجاز من صنع اتحاد الكاراتيه، ولم يكن ليتعجب كل قريب من واقع اتحاداتنا وآلية عملها.. فلا خوف على اتحاد يقوده أبناؤه بكل كفاءة وقدرة وفي جميع النواحي الفنية منها قبل الإدارية.. اتحاد أنجب العديد من المدربين الوطنيين، لم يكن علي الزهراني أولهم، ولن يكون آخرهم بإذن الله.. اتحاد أنتج العديد من اللاعبين الأبطال لم يكن محمد العسيري أولهم، ولن يكون آخرهم بإذن الله.. اتحاد أنجب العديد من القيادات الإدارية لم يكن إبراهيم القناص أولهم ولن يكون آخرهم بإذن الله.
فرحت بالميدالية دون شك أو مزايدة على وطنية تجذرت فينا.. لكنني في الوقت ذاته سرحت حتى وصلت إلى سحابة من الاستفهامات وعلامات التعجب، التي باتت أكثر عدداً من ذي قبل.. كم من تجربة مشابهة لميدالية الكاراتيه شوهت قبل أن تحقق مرادها.. كم من موهبة مشابهة للبطل العسيري دفنت قبل أن تصل إلى منصات التتويج.. كم من مشروع رياضي وطني تعطل قبل أن ترى نتائجه النور.. كم وكم وكم.؟!
وكالعادة.. أعادتني هذه التساؤلات إلى نفس موال الألم ونفس صوت المطالبة بمنح الرياضات كافة حقها في صناعة أبطالها.. تلك الأسئلة وغيرها بدأت تزداد مع مرور الزمن بدلاً من أن تنقص، ذلك أن رياضتنا وفي مراحلها التاريخية بلا استثناء كانت ضحية للتغير الذي كان يحضر تزامناً مع تغير القيادات الرياضية في كافة المستويات.. تتغير تلك المشاريع لأننا لا نتعامل معها كخطط وبرامج وطنية ثابتة في خطواتها وواضحة في معالمها ومستقلة بميزانياتها وأفرادها، وبعيدة عن أيادي التغيير وأفكاره.!
إلى أصحاب القرار في رياضتنا.. كلنا سننتظر تحقيق ثاني ميدالياتنا الذهبية وما بعدها من حصاد يترجم كل الدعم الذي تلقاه رياضتنا من ولاة الأمر على مر التاريخ.. لذا أرجوكم امنحوا رياضتنا كلمتي السر في التفوق.. امنحوها “المتخصصين” واضمنوا لها “الاستقرار”.. إذا أردتم ألا يطول انتظار الميدالية الأولمبية الثانية في تاريخنا فأعطوا الخبز خبازه وليأكل منه ما يشاء طالما أنه سيمنحنا الفرح.
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن!