|


أحمد الحامد⁩
شكرا محمد المسباح
2018-10-20
محمد المسباح، في هذا الفنان وقار جنبه جانبًا، هناك حيث القلة المتفرقة، جلس بينهم فأكرموه باستماعهم ومحبتهم، حافظ على نفسه ومستواه لأنه لم يدخل في حسابات "الفلوس" ومستوى الشهرة والأضواء المؤقتة، فكانت حالته في الصورة النهائية ضوءًا حقيقيًّا لا تشوبه انطفاءات فنية.
حتى إن قلّ أو ابتعد أو انزعج أو أحبط، من حظنا كمستمعين أن المسباح جاءنا بهذا القالب الواعي منذ بداياته؛ فقرب نفسه من أسماء رزينة فنيًّا؛ فقدمته بما يليق به كفنان حقيقي يقدم الأغنية التي لا تعتمد على زمن واحد، لا على موضة المفردات وموضة إيقاع ولا لعبة توزيع، لعبت بيئته الفنية التي ولد بها دورًا كبيرًا في تشكيل ثقافته الفنية منذ أن كان طفلاً، إلى أن وقف أمام الميكروفون وهو ابن 25 عامًا، ليغني لنا أغنية بحجم "سرى حبك" إحدى الأغاني الأسطورية في ذاكرة الأغنية الخليجية، كانت من كلمات أحمد الشرقاوي وألحان يوسف المهنا، مثل النهر حبك جرى بدمي مثل السحر نساني حتى اسمي! المسباح قدم نفسه كما لم يقدم أحد نفسه في الساحة الغنائية الكويتية تلك الفترة، من خلال أعمال قدمت لتبقى تراثًا فنيًّا ذهبيًّا، مثل "سولفي" كلمات مبارك الحديبي وألحان خالد الزايد، وجاني بعد وقت كلمات الحديبي وألحان عبدالله الرميثان، المسباح كان أذكى من أن يسلّم نفسه لملحنين يجربون أنفسهم؛ فذهب إلى الأسماء الصانعة للموسيقى قطعة ذهب ذهبت إلى صائغها، هذا ما دله عليه ذوقه الفني الذي تشبع منه منذ طفولته فكان محمد المسباح.
يقول الأستاذ الشاعر والأديب فهد عافت في تغريدة غرد بها قبل أيام، إن الأغنية هي لحن ثم لحن ثم لحن.. ثم لحن، ولكي أشرح بعض ما قاله في هذه التغريدة أقول بأنه يقصد أن الأغنية هي الملحن أولاً ورابعاً، ولمعرفة مدى حجم هذه التغريدة إليكم بعض أسماء الملحنين: رياض السنباطي، محمد عبد الوهاب، بليغ حمدي، كمال الطويل، عبدالرب إدريس، الرحابنة، عمر كدرس، سراج عمر، صالح الشهري، وناصر الصالح، تخيلوا أن أغنيتنا من هذه الأسماء فكيف سيكون شكل الأغنية؟
كتبت اليوم عن محمد المسباح الذي قدم أعمالاً محترمة، فوجب احترامه وإنصافه، ما يقدمه الإنسان بالأمس يجده أمامه في الغد، شكراً محمد المسباح.