|


فهد عافت
نصائح جديدة للمبدعين الجدد!
2018-10-29
كبرتُ في السِّنّ فيما يبدو!، فقد صارت لدي رغبة في الوصايا!، كنتُ من قبل لا أطيق النصيحة، لا من أحد ولا لأحد!.
ـ مُمسِكًا بما تبقّى من حسّ الشباب، أتمنّى فقط أن لا تؤخذ نصائحي إلا على سبيل المؤانَسَة. أظن أن فيها ما يمكنه أن يكون مفيدًا، لكن ذلك يتوقف على طريقة أخذك له، أيها الفنّان الناشئ، والمبدع الشاب، فحديثي كله متوجّه إليك، مع التأكيد على أنني أتقبّل، بصدر رحب، غفلتك عنه، وأُقدِّر باحترام، وبإعجاب، انشغالك عنه بمُنجزك الأدبي والفنّي. فقط إنْ كان لديك وقت للترفيه، استمع إليّ، لن يضرّك هذا، وأرجو من كل قلبي أنْ يكون حديثي ترفيهيًّا حقًّا:
ـ لا تُشغل نفسك كثيرًا بآراء من تعتبرهم أساتذة أو جهابذة!. خذ واعط، من المؤكد أنّ ذلك سيكون مفيدًا وممتعًا، لديهم أسرار يمكنهم البوح بها، لديهم حِيَلًا فنيّة يُمكنهم تعليمك إياها، ولعدد منهم أساليب باهرة في السرد، منّاحة حبور، وفي الأخير فإن صحبتهم تؤازرك نفسيًّا وعمليًّا، وتقّلل من وحشة غربتك الداخليّة. بالمناسبة: إنْ أنت لم تشعر بغربة داخلية على طوال الخط، فأنتَ لست الفنان الذي أريد التحدث إليه!. وبيني وبينك: أنتَ لستَ فنّانًا أصلًا!.
ـ نصحتك بأن لا تُشغل نفسك كثيرًا بآراء الجهابذة في عملك، ولا بتعليماتهم، يمكنك رمي هذه النصيحة جانبًا، ما أرجوه هو أنْ لا تُهمل هذه النصيحة: إيّاك وهُجران الأحاديث الوديّة البسيطة، والآراء التي تخص مُنجزك حين تصل إليك من أهلك وأصدقاء طفولتك وجيرانك الطيبين والبسطاء!.
ـ لم تُنجز ما أنجزت إلا لهؤلاء، ولأمثالهم المُتَخَيَّلِين في حلمك الإبداعي!. أنتَ لستَ في قاعة محاضرات، ولا في مسرح تكريم، ولا في اجتماع مغلق حكرًا على مجموعة من المتخصصين، أنتَ للبيوت والشوارع والملاعب والحياة، تصرّف دائمًا على أنك أغنية!.
ـ أنتَ بحاجة إلى أرواح عطوفة، كل ما لديها هو العاطفة، تجاهك وتجاه عملك، عاطفة بدائيّة لا تعرف ولا تعترف بشروط وقوانين غير تلك التي تُمليها القلوب على أصحابها. ستخسر كثيرًا إنْ أنتَ لم تنهل من هذه العذوبة في فورة الصِّبَا، وأجّلتَ الأمر!.
ـ لا تحرم نفسك من الاغتسال بمياه هذه البراءة الطاهرة، واقبل نعومتها وخشونتها، بمحبة وبرحابة!. وقدْر الإمكان، لا تحاول تصحيح أو تهذيب مسار أفكار أصحابها في نتاجك بالذات!. إنْ كان ولا بدّ، حاول تبيان الجمال فيما هو جميل لغيرك من أعمال فنية وأدبية، وحتى هذا، قم به بالقدر الأقصى من الرقة والتواضع، ولا تكثر منه، فالأهم هو أنْ تظل تستمع إليهم، وأنْ تتحسس الدفئ والجمال فيما يقولون وفيما يُطلقون من أحكام!.
ـ مُعَلِّمك قد يُريك وجهتك، جارك يُريك وجهك!