|


أحمد الحامد⁩
السباك مظلوم
2018-11-04
لا أتصور أننا نستطيع أن نعيش حياة مدنية بهذه الرفاهية دون وجود “السباك”، الذي يملك المهارة التي لا يملكها غيره في إيصال الأنابيب التي توفر وتصّرف المياه من وإلى البيت، ليس في البيت فقط، بل في الأبراج السكنية الشاهقة، لا بل حتى في الطائرات والبواخر والمركبات الفضائية.
نستطيع أن نقول بأن عمل السباك أفاد البشرية ولولا وجوده لم تصبح حياة الإنسان اليوم بهذا اليسر في بيته وفي كل مكان، أي أنه مساهم من ضمن المساهمين في ما نحن فيه، فضل السباك مباشر على أنيشتاين وأديسون اللذين استفادا من الخدمات التي قدمها لهم السباك في منازلهما ومختبراتهما، ولشدة أهميته في بريطانيا مثلاً فإن دخل السباك يوازي ويزيد في أحيان كثيرة عن دخل الطبيب والمهندس، السباك رجل عظيم، ولكن في موقعه وحدود مهنته، بمعنى أنه أفاد أديسون في حياته، لكنه لا يستطيع أن يضيف شيئاً لأديسون إذا ما أراد أديسون أن يعمل على تنفيذ اكتشاف معين؛ لذلك لم يشاركه أديسون يوما ما في أي عمل، المشكلة تكمن في ما إذا فرض على أديسون أن يكون السباك شريكًا منفذًا له في الاكتشافات والاختراعات، عليك القياس عزيزي القارئ كم من المواقع في العالم التي يتواجد بها السباكون بعيداً عن مهنتهم الحقيقية ومساحتهم الإبداعية.. هناك حيث الأنابيب والقياسات التي يتميزون بها، الحقيقة أن الكثير من السباكين تم ظلمهم كثيراً عندما تم إبعادهم عن أماكنهم الطبيعية، وتم وضعهم في أماكن لا علاقة لهم بها؛ فظلموا أيما ظلم، ليس الخوف على ظلمهم فقط، بل على ظلم كل عمل يتواجدون به لا علاقة له في السباكة، إنهم في أماكن متعددة بعيداً عما يجيدون فلا هم مارسوا مهارتهم في فن السباكة ولا تركوا أماكنهم التي يتواجدون بها لمن يستحق، مشكلة أخرى تصيب السباك دون أن يشعر وهو بعيد عن مهنته المناسبة، إنه بعد مدة يتوهم أنه عالم عارف في ما يقول وما يفعل، وعليك أن تتحمل نتائج أعماله، الحقيقة أن السباك البعيد عن موهبته مظلوم، وأنا متعاطف معه، تخيلوا أن تطلب من سلحفاة أن تفوز في سباق يشاركها به الغزلان، هكذا هو حالها لكن دون أن تشعر.