|


صالح الخليف
صحفي لكل مجال
2019-04-12
أيهما أفضل.. الصحفي الرياضي أم الاقتصادي أم الثقافي أم السياسي أم الفني أم التقني..؟
أي إجابة بالطبع لن تكون صحيحة، لأن السؤال المطروح خاطئ ولا يستقيم مع طبائع المهنة.. هناك صحفي جيد وهناك صحفي رديء إن صح التعبير..
لا علاقة لأهوائك الرياضية وآرائك السياسية ومعلوماتك الاقتصادية وذائقتك الفنية بالمهنة.. الصحافة ليست آراء حادة وجادة وقوية، وليست معلومات وفيرة وليست ثقافة واسعة.. هي مهنة الحس والسلوك اليومي ومتطلبات تتوافق مع طبيعتها ومنهجها وطرائقها.. أسمع كثيراً من يقول لي إن "فلاناً" يعرف كل شيء عن البطولات العالمية ويعرف اللاعبين ويعرف تواقيت المباريات والمنافسات ويحفظ عن ظهر قلب كل شيء يمكن الاستناد إليه من معلومات تختص بنجوم تشارك في الدوريات الأوروبية.. ثم يطلب منا الاستفادة من هذه الموهبة ورعايتها ومنحها الفرصة الكاملة حتى لا تضيع وسط الزحام وفي غياهب التجاهل والنسيان.. وبالطبع فإن أعذاري جاهزة وأقول بإن عملنا ليس مجرد معلومة خاصة في زمن بات الحصول على المعلومة أمرًا يسيراً وسهلاً ومتاحاً بضغطة زر.. أحياناً يظن الظانون أنني أهرب وأوصد الأبواب لمجرد التكاسل عن الرهان على وجه مجهول، لكن هذا أبداً لا يعكس الواقع.. ولست مضطراً لأقسم بأيمان مغلظة.. هناك أسئلة عابرة وسريعة يمكن منها اكتشاف ملامح الطريق.. أعود للقول إن الصحفي الرياضي لا يختلف عن الفني أو الاقتصادي.. يمكن للصحفي العمل في أي مجال بعيد عن أهوائه ورغباته.. بالتأكيد إذا كان الصحفي يملك الأدوات المتكاملة ويضيف إليها الشغف في ذات المجال فهذا يعطيه قوة ومزايا إضافية.. يمكن وبسهولة لأي صحفي العمل عاماً في الصحافة الفنية وعاماً في الرياضية وآخر في أي مجال آخر.. تحرير الأخبار وصياغتها والعناوين والصور وتمييز الأكثر قرباً لاهتمامات القراء كلها يمكن توافرها في صحفي حقيقي، دون النظر والتوقف عند تخصصه ومجاله.. الذي يبقى في الصحافة الرياضية ولا يستطيع الخروج منها هو في الواقع أقرب للرياضة منه للصحافة.. الذي يستمر في الصحافة الاقتصادية أو الفنية ولا يمكنه الذهاب لمحطة ثانية هو بعيد عن الصحافة قريب من الفن والاقتصاد..
هناك صحفيون كثر تنقلوا بين عدة أقسام ومجالات، وانتهى بهم الحال إلى سدة رئاسة التحرير ومراكز قيادية مهمة.. تعج الصحافة السعودية بالذات بهذه الأسماء التي تنقلت من الرياضة مثلاً إلى السياسة وسجلت نجاحات باهرة وكبيرة، وهذا دليل يكفي لإيصال الفكرة التائهة..
ما لا يعرفه الكثيرون عن الصحفيين أنهم بإمكانهم العمل في أي مجال داخل إطار مهنتهم.. ولا يهم شكل ولون ومقاس هذا الإطار.. أما الذين لا يستطيعون الخروج ولا يستطيعون كسر البرواز.. فهم ليسوا صحفيين..!