|


بدر السعيد
وبعد عام.. هذا هو الحال
2019-06-08
في مثل هذه الأيام قبل عام مضى كان العالم؛ كل العالم على موعد مع مونديال كرة القدم 2018 في روسيا. الحدث الذي تجاوز مفهوم المنافسة على لقب بطولة بأكثر من ذلك. الحدث الذي أعدت وتعد له جميع الدول كامل ثقلها الرياضي الكروي بل والاجتماعي والثقافي لتكون في أبهى منظر وهي تقدم نفسها رياضيًا في "فاترينة" العرض التي يشاهدها سكان الأرض قاطبة.
قبل عام مضى كان السعوديون هناك من بين دول العالم التي تمكنت من التواجد في أكبر محفل كروي. وحين كنّا هناك لم نكن حاضرين بفريق كروي فحسب بل كان لتواجدنا فرص لا تحصى للاستفادة من تجارب يفترض أن تكون ثريّة بحصيلتها المعرفية واكتساب ما لذ وطاب من خبرات وعلاقات دولية لا يجب إغفالها أو المرور عليها دون فائدة.
قبل عام.. كان منتخبنا الكروي الوطني قد خرج بنكسة الافتتاح الشهيرة. وتبعها بأداء رجولي بطولي أمام الأوروجواي. قبل أن يختمها الأخضر بانتصار مونديالي عربي أمام مصر. وبعد عام.. نقف على مشهد منتخب "هزيل" خرج من بطولة آسيا بنتائج وأداء لا تتناسب مع منتخب كان أحد عناصر المونديال الأخير. ولم يتوقف الضعف عند هذا الحد فنحن ـ وبعد عام ـ نجد أنفسنا أمام منتخب بلا مدرب على الرغم من اقتراب الاستحقاقات القادمة وأهميتها.
قبل عام.. كان عدد كبير من المسؤولين السعوديين متواجدين لحضور المونديال وكانت الفرصة أمامهم للقاء مختلف صنّاع القرار الكروي على مستوى العالم والاستفادة من خبراتهم وعلاقاتهم في مختلف مؤسسات الرياضة عالمياً وقاريًا وإقليميًا.. وبعد عام.. نجد أنفسنا بلا مناصب قارية مؤثرة وقد تجاوزنا اتحادنا القاري إلى دول لم يسبق لها حتى أن تواجدت في المونديال.. ليس كذلك فحسب بل امتد تراجعنا ليجد اتحادنا الوطني نفسه وقد ترأسه ثلاثة رؤساء لينتهي به مطاف الموسم برئيس وأعضاء مكلفين كسابقيهم.
قبل عام.. كان لاعبونا الدوليون قد حظوا بفرصة المشاركة في المونديال والاحتكاك بـ"نخبة" لاعبي العالم. وبعد عام.. لم يتوقف ضعفهم عند تجاهل أندية العالم لهم وعدم استقطابهم بل تجاوز ذلك لدرجة بات أغلبهم قد فقدوا المشاركة مع فريقهم المحلي.
قبل عام.. كانت الفرصة أمامنا وأضعناها. وبعد عام.. هل سنستمر في إضاعة المزيد من الوقت؟! هل سنتابع ما يحدث دون أن نتغير و"بجدية"؟!
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن.