|


بدر السعيد
صنعوا «تاكي» وأنت «تاكي»
2019-06-15
بدأ الصيف وبدأت معه حمى "الميركاتو" بكل ما تحمله من ترقب ومتابعة واهتمام جماهيري وإعلامي على مستوى العالم.. وبالطبع كانت ولا تزال أوروبا هي محط أنظار وأسماع العالم، حيث كرة القدم الحديثة بأنديتها وأنظمتها واتحاداتها وأموالها ومكانتها الرفيعة.. وخلال اليومين الماضيين تجاهها ظهر لنا خبر انتقال النجم الياباني الصغير "تاكي كومبو" ذي الستة عشر ربيعاً وإلى أين؟ إلى زعيم أندية العالم وأكثرها سطوة وقدرة مالية.. نعم انتقل الياباني إلى الملكي "ريال مدريد" في صفقة دخل في منافستها "الهامور" الأوروبي الكبير "برشلونة" لكسب توقيع ذلك الآسيوي الموهوب.. الخبر صحيح بلا زيادة ولا بهارات "ريال مدريد" و "برشلونة" كانا يتنافسان على موهبة يابانية شابة..
خبر انتقال "تاكي" ليس مجرد صفقة كروية عابرة، بل درس رياضي جديد يضاف إلى مجلدات المجد الياباني وملفات التفوق الكوريالتي تم إعدادها بالقلم والورقة وبكل دراية وتأنٍّ وموضوعية و"جديّة"، وهذا هو الأهم..
حكاية "تاكي" ليست سوى امتداد لجدارة آسيوية راسخة كتبها اليابانيون والكوريون على مدى العشرين عاماً الماضية، التي كانوا فيها أهم حجرين في زوايا القارة الآسيوية.. وصنّاع الكرة الحقيقيين.. فقد سبق "تاكي" عشرات النجوم من اليابان وكوريا أمثال "هوندا" و "كي سونغ" و "كاغاو" والقائمة تطول حتى تتوقف "لحظياً" عند المفخرة الكورية "سون"، الذي كان قبل أيام أحد نجوم طرفي نهائي دوري أبطال أوروبا.. ولا عجب فقد فرض الكوريون واليابانيون اسمهم واحترامهم على الجميع فحق لهم أن تفتح لهم أندية أوروبا أذرعها، حيث يحق للاحتراف أن يقف ويتحدث..
وبمثل ما أمتدح تجربتي اليابان وكوريا فإني في ذات الوقت أحزن على مكانة تركناها طواعية بأيدينا.. فبعد أن كنا حجز الزاوية في أكبر القارات أصبحنا رقماً عادياً في سلم ترتيب دورياته ومنتخباته، أو على الأقل لم نعد ضمن الثلاثة الكبار في القارة.. لست أنا من يقول ذلك بل الأرقام والوقائع.. ولست متشائماً بقدر ما أنا ناقل صادق لواقع يغض الكثير منا الطرف عنه فلا يشاهد منه إلا ما يريد.. ولا يمتدح إلا بدافع العاطفة لا العقل.. كرة القدم يا كرام باتت صناعة، فإما أن نتقنها وإلا فلنكتفي بالفرجة على الآخرين..
بالمناسبة.. أكتب هذه المقالة قبل دقائق تفصلنا عن نهائي كأس العالم للشباب الذي حجز فيه الشمشون الكوري مقعداً وموعداً جديداً له مع المجد..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..