|


فهد السعد
عراقة ويمبلدون
2019-07-04
الأول من يوليو في كل عام تبدأ إشراقة شمس العراقة لينتثر الإبداع مشعاً على نضارة العشب في ما يسمى عالم الكرة الصفراء..
الحديث هنا عن "ويمبلدون" عميدة البطولات على مر التاريخ، حيث رأت النور للمرة الأولى في التاسع من شهر يوليو عام 1887م على أرض ملاعب إنجلاند كلوب، حيث كانت تنظم مسابقة فردي الرجال فقط، ثم شملت فيما بعد مسابقات "السيدات والزوجي للرجال والسيدات وزوجي الرجال والسيدات معًا"، وهي البطولة التي انطلقت منها فكرة البطولات الأربعة الكبرى في التنس التي تعرف "بالجراند سلام" واستمرت حتى يومنا هذا لتكون أعرق البطولات في لعبة التنس..
ـ ويمبلدون التي اتسمت بكلاسيكيتها الجاذبة ومنظر الملاعب الخضراء أضاف لها رونقًا خاصًّا، وطقوسًا أصبحت مرتبطة ذهنياً لمن يتابع التنس فيصعب عليه الفصل بين أدق التفاصيل لهذه البطولة حتى أضحى بعضها بروتوكولات يُعمل بها عُرفاً من قبل اللاعبين وامتدت حتى وصلت للجمهور الذي يحضر في المدرجات والأمثلة على ذلك كثيرة.
ـ هذه البطولة التي بدأت منذ قرون طويلة ما هي إلا امتداد لما كان تمارسه الطبقة الأرستقراطية في أوربا كشيء من الترويح عن النفس والابتعاد عن ضغوطات الحياة آنذاك..
ـ وكما يقال في المثل الشعبي كلٍ يعمل بأصله، أصبحت بعض العادات التي مارسوها من بدؤوا هذه اللعبة هي لوائح وشروط لبطولة ويمبلدون يتم العمل بها حتى يومنا هذا، وعلى سبيل الذكر لا الحصر لتلك الشروط، هو ارتداء اللون الأبيض بالكامل من قبل اللاعبين "كالقميص والشورت والشراب وحتى الحذاء أعزكم الله" ولا يسمح لهم بارتداء أي لون آخر غير الأبيض، ذلك يعود إلى تلك الطبقة الأرستقراطية سابقاً، حيث كانوا يردتون اللون الأبيض عند ممارسة التنس لعدم ظهور بقع على ملابسهم بسبب التعرق فيقيهم هذا اللون من الوقوع في الإحراج.
ـ لا عجب بعد أن عُرف سبب الاستمرار بهذا اللون الأبيض كأحد أبرز ما يميز بطولة "ويمبلدون" التي تدور رحاها حاليًا في العاصمة البريطانية لندن بمنطقة تسمى ويمبلدون بنادي العموم بإنجلترا.