|


فهد السعد
البطل موراي
2019-07-09
بدأت الحكاية في عام 1707م عندما كانت أسكتلندا دولة مستقلة بذاتها قبل أن تتحد مع إنجلترا لتكون جزءًا بما يسمى اليوم مملكة بريطانيا العظمى..
منذ ذلك التاريخ هناك صراع عرقي بين الشعبين مستمر في شتى مجالات الحياة، فدائماً ما تشاهد شعب إنجلترا يتباهون بانتسابهم لمدينتهم دون ذكر أسكتلندا والعكس صحيح..
تدور عجلة الأيام وما زالت الصراعات مستمرة في شتى المجالات وأكثرها في المجال الرياضي.
فعندما يحقق لاعب بريطاني إنجازًا غالباً ما يكون من إنجلترا، فيبدأ الإعلام ببث روح التعصب للجمهور ويعيدون للمدينة فضل الإنجاز.
حتى ظهر ابن الشمال الأسكتلندي أندي موراي وقدره الجميل أنه يلعب التنس في ويمبلدون لأنها بطولة تفتخر بها جميع ممالك بريطانيا، الجمهور بطبيعة الحال سيشجع ويؤازر ممثلهم مهما كان مسقط رأسه، لذلك دائماً ما نطلق على ويمبلدون “عصب بريطانيا”.
في عام 2012 كانت شرارة الاتحاد الجماهيري وتحديداً في أولمبياد لندن فقد كانت تلعب على ملاعب ويمبلدون وصل البريطاني أندي موراي للمباراة النهائية أمام روجر فيدرير، وحقق أول ذهبية للتنس البريطاني في العصر الحديث، فأصبح الحديث الشاغل للجمهور وتفاءلوا خيراً بهذا اللاعب الذي سيعيد الأمجاد لهم، وبالفعل فقد حقق أندي موراي بطولة ويمبلدون في العام الذي تلا الأولمبياد أمام نوفاك ديجوكوفيتش في النهائي، فبدأ يتغنى الإعلام البريطاني ببطلهم الشاب ووحد كلمتهم بالتفاخر في أعرق بطولة تاريخية.
وتوالت بعد ذلك إنجازات أندي موراي حتى حقق 9 بطولات جراند سلام منها بطولتي ويمبلدون أعوام 2013 ـ 2016 وثلاث ميداليات أولمبية واحدة فضية بالزوجي المختلط وذهبيتين، تم تكريم أندي موراي من قبل الملكة ونال لقب “السير” كمكافأة لتاريخه، متناسين النزاعات الجغرافية بين الشمال والجنوب، حتى بدأ الجميع يتغنى به بمقولة بطلنا “البريطاني” تفاخراً حتى بعد إعلانه الاعتزال رسمياً، وأن بطولة ويمبلدون لهذا العام ستشهد آخر تواجد له في عالم الكرة الصفراء بسب الإصابات المتكررة، سيترجل الفارس أندي موراي عن صهوة إنجازاته، الذي سار على خطى القائد الأسكتلندي التاريخي وليام والاس صاحب مقولة “للحرية ثمن”، ولكن الفارق هنا أن والاس حاول تفريق الشعبين تحت شعار الحرية وموراي جمع الشعبين في معركة ويمبلدون.