|


فهد السعد
صراع الجنسين
2019-07-13
بدأت الحكاية في عام 1973م، عندما تسيدت لاعبة التنس بيلي جين كينج واعتلت عرش التصنيف لتنس السيدات، فبدأت رغبتها تتوسع وتخرج عن دائرة المعقول، طالبت وناشدت الاتحاد الدولي للتنس أن تدخل في منافسة الرجال وتلعب مباراة ضد المصنف الأول آنذاك اللاعب روبرت ريجز..
بعد الضغوطات الإعلامية والمطالب من الجميع بأن يتحقق حلم جيت جين كينج، حصل لها ما أرادت واتجهت الأنظار لهذه المباراة المرتقبة وغير المنطقية..
غالب الجمهور ومحللو اللعبة اعتقدوا أنها ستكون مباراة عابرة وستأخذ بهرجة إعلامية لا أكثر ومن ثم تنسى وتصبح من الماضي، لكن ما حدث كان العكس تماماً، فهذه المباراة كانت البداية لتحقيق بعض مطالب السيدات في أمريكا في تلك الحقبة الزمنية.
فازت اللاعبة بيلي جين في المباراة وكأنها فتحت آفاقًا جديدة في عالم السيدات، زادت المطالب بأن تتساوى البطولات الرجالية والنسائية على حد سواء، في قوانين اللعبة وشروطها وطريقة احتساب النقاط وغيرها الكثير من الأمور..
حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه ولم تتوقف هذه المطالبات، فهذه السنة بدأنا نسمع بالمطالبة في المساواة بالجوائز المالية للبطولات، وكلنا يعلم أن المبالغ المالية تختلف بين الجنسين..
وأعتقد أن هذا الأمر إن حدث فهو غير منطقي لسبب بسيط جداً، كيف لنا أن نقارن مباراة من خمس مجموعات وتصل مدتها إلى ما يقارب أربع ساعات وأكثر، بمباراة من مجموعتين، وأقصى مدة زمنية تصل لها لا تتجاوز أربع ساعات.
هذه المطالب والصراعات بين الجنسين في الرياضة لن تتوقف وعلى وجه الخصوص في عالم الكرة الصفراء..
فبعد بيلي جين أتت اللاعبة مارتينا نافرتيلوفا في حقبة التسعينيات، وكررت نفس التحدي بأن تنافس الرجال، لكن على عكس سابقتها لم يتحقق مطلبها، ثم جاءت الأسطورة الحية سيرينا وليامز التي كسرت جميع الأرقام وأصبحت أكثر لاعبة تحقيقاً للألقاب عبر التاريخ، ولكن المفارقة هو مع الأسطورة سيرينا وليامز، أن بعض الأقلام الصحفية هي من طالبت بأن تدخل وليامز عالم الرجال وتنافسهم دون أن تتطرق هي لذلك.
لن يحصل وتكسب امرأة هذا الرهان في لعبة مثل التنس وتفوز على الرجال دون فبركة وترتيب مسبق.