|


فهد السعد
رواية ويمبلدون
2019-07-15
على خشبات المسارح العالمية تميزت روايات عديدة للكاتب الإنجليزي تينسي وليامز وأشهرها هي رواية "عربة اسمها الرغبة"، التي جسدت بطولتها الحسناء بلانش دوبوا وتحكي عن تضارب الواقع بين المعقول واللامعقول فتظهر الحسناء لطيفة وديعة تحاول المحافظة على برستيج طبقتها الأرستقراطية، ولكنها سرعان ما تكتشف أن داخلها روحاً متفجرة متمردة لتتشكل لنا شخصيتها الرائعة بعد هذه الصراعات.
من وحي هذه الرواية أتت أحداث بطولة ويمبلدون وكأن الكاتب تينسي وليامز وضع السيناريو مسبقاً فشاهدنا صراع الأحداث المتفاوتة طوال أيام البطولة فتجسدت بالمباريات والتصاريح والملاعب وصولاً إلى الجمهور.
أسدل الستار على ويمبلدون واحدة من أعرق بطولات التنس وأقدمها بعد أربعة عشر يومًا كانت حافلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بل إن بداية أحداثها كانت قبل أن تنطلق المباريات حين تذمر الماتادور الإسباني نادال، وكأن تصريحه أشعل شرارة الأحداث فتوالت بعد ذلك وانتقلت الإثارة داخل الملعب.
كان شغب اللاعبين ومشاكستهم له دور في هذه البطولة وتمثل بثلاثة الأهم، سيرينا وليامز التي تم تغريمها 10،000 دولار لتسببها بضرر في أحد الملاعب وأتت الغرامة الثانية من نصيب الأسترالي كيريوس الذي كان حديث الإعلام حول العالم، بعد أن تصرف بسلوك غير رياضي أثناء البطولة، وآخرهم كان للاعب الإيطالي فونيني الذي تم تغريمه 3000 بعد أن قال بالإيطالية: "أتمنى أن تنفجر قنبلة في هذه الملاعب"،
توالت الأحداث حتى وصل الرهان على الجيل الواعد وأننا سنشهد اسمًا جديدًا يحمل لقب ويمبلدون، ولكن بخيبة أمل معتادة بدأ اللاعبون الواعدون يتساقطون واحداً تلو الآخر لتكون الكلمة للرعيل الأول، ولم تخرج دائرة المنافسة من الثلاثة الكبار الذين طالما اعتدنا أن نشاهدهم في الأدوار النهائية.
وعلى العكس تمامًا في تنس السيدات الذي قدم لنا نجمة صاعدة في عالم التنس اللاعبة جوف التي تبلغ من العمر 15 عاماً استطاعت أن تقدم نفسها بقوة، وأصبحت حديث المتابعين حتى امتلأت المدرجات في كل مبارياتها، لكن خبرتها لم تسعفها من حسم الكلمة النهائية لتعطي المجال للرومانية سيمونا هاليب التي بدورها تغلبت على الأسطورة سيرينا وليامز في المشهد الختامي، وتحمل لقب بطولة السيدات.
وعلى ذكر النجوم الصغار، وتحديداً في فئة الناشئين خطف اللقب اللاعب الياباني شينتارو، معلناً أن التنس الآسيوي قادم لا محالة في السنوات المقبلة.