|


د.تركي العواد
عموري الموهوب.. عموري المعطوب
2019-07-21
هناك أشخاص على استعداد لدفع كل ما يملكون من أجل الحصول على ما يعجبهم.. لا يحسبونها بالقلم والورقة ولا تهمهم خطوط المسطرة.. لا يفكرون في الفرص البديلة الضائعة.. ولا يشغلون أنفسهم بالخسائر والأرباح.. بكل بساطة هم “collectors”.
أقرب لهواة جمع النادر من المقتنيات.. كل قراراتهم عاطفية ومتسرعة لا تخضع لقانون العرض والطلب.. يزايدون على أنفسهم فيدفعون أضعافًا مضاعفة.
كانت إدارة الهلال محقة عندما وضعت حدًّا لمفاوضاتها مع عموري. فالاعتقاد بأن اللاعب أكبر من كل الأرقام مبالغة. التفكير في التجديد مع النجم المحبوب موسمًا آخر منذ البداية مغامرة وهرولة صباحية في حقل ألغام. الهلال يلعب 50 مباراة في الموسم وهو معدل مرتفع ينافس الفرق الأوروبية، لذلك يجب اختيار اللاعبين أولاً على أساس قدرتهم على المشاركة بشكل مستمر. ازدحام عيادة النادي بالنجوم من أسباب خسارة بطولات الموسم الماضي. تصوروا أن أحمد أشرف شارك أكثر من العابد وسوريانو وعموري، فقط لأنه يستطيع الوقوف وسط الملعب.
أعرف أن رحيل عموري مؤلم ومحبط ويحطم القلوب. لا يلام جمهور الهلال في حب عموري، فلم أر لاعبًا يداعب الكرة بهذا الجمال منذ اعتزل الثنيان. في المقابل يجب أن نتذكر ركبة عموري المعطوبة التي قد تخونه في أي لحظة فتتقطع الأوتار ونعزف معها لحن الغياب. بلغة الأرقام، المخاطرة أكبر بكثير من العائد المحتمل.
انقسام الجماهير حول عموري طبيعي وصحي، ولكن غير الطبيعي أن تحاول الجماهير الضغط على الإدارة للإبقاء على اللاعب، بالرغم من حجم المجازفة. ما يميز جمهور الهلال أنهم لا يستبقون الأحداث ولا يصدرون الأحكام المتسرعة ولا ينتصرون لرأيهم.. ليسوا جمهور “ما قلت لكم”، بل جمهور الهلال أولاً.
الهلال يعيش مرحلة جديدة بإدارة متحمسة. لا تفتقر أبدًا للخبرة، ففهد المفرج قضى أكثر من نصف عمره في الهلال وحقق معه كل البطولات. المهندس عبد الله الجربوع لا نستطيع وصفه بما يستحق فهو الرزانة والحكمة والقدرة على إدارة الأمور. سعود كريري القادم الجديد وكابتن المنتخب السابق يملك فكرًا راقيًا سترون نتائجه مع الفريق.
ساعدوا الرئيس الشاب من أجل كتابة صفحة جديدة في تاريخ الهلال.. امنحوه الفرصة للعمل دون ضغوط وادعموا قراراته حتى يتوشح الأزرق بالذهب.. ويفرح كل عاشق ومحب.