|


بدر السعيد
درس «عمّوري»
2019-07-28
ظهرت حكاية “الهلال” و “عموري” كأكثر ملفات الانتقالات الصيفية سخونة ومتابعة واهتمامًا جماهيريًّا وإعلاميًّا في مختلف فصولها وتقلبات أحوالها.. وهو وضع طبيعي قياساً بالقيمة التي يملكها اسمي الفريق واللاعب.. إضافة إلى الدراما الواقعية التي صاحبت انتقال اللاعب إلى الزعيم العام الماضي بعد أعوام من الغزل المتبادل بين عشاق الزعيم واللاعب والأمنيات المعلنة في ذلك الاتجاه، وهو أمر ألقى بظلاله على الحكاية ففرض حضور العاطفة بين الطرفين شئنا أم أبينا..
أكتب هذه الكلمات في الوقت الذي لم يحسم فيه هذا الملف بشكل نهائي.. ولست هنا لأقدم وجهة نظري الشخصية تجاه بقاء “عموري” مع الهلال أو رحيله، لكنني في الواقع وجدت نفسي أمام دراما أخرى لا تقل إثارة عن تلك التي صاحبت توقيعه مع الهلال، بعد سلسلة من الأخبار والتناقضات والعقبات التي لا يجب إغفالها، إذ إنها تعد جزءًا لا يتجزأ من فصول مستقبل الحكاية..
في هذا الصيف تاهت بوصلة المتابع لمستجدات الحالة بين أصوات ربطت نجاح الإدارة الهلالية الجديدة بالقدرة على التجديد مع اللاعب.. وأخرى رأت أن النجاح هو التمسك بقرار الاستغناء عنه.. وتنوعت الآراء بين من يراه اللاعب الموهوب وآخر يراه اللاعب المعطوب، ولكل منهما مبرراته ودوافعه التي ظهر فيها الصراع قوياً بين عقل وعاطفة..
دروس كثيرة يجدر بنا استيعابها بين صفحات هذه الحكاية المليئة بالمعطيات الجديرة بالقراءة من مختلف صنّاع القرار في أنديتنا.. بالإضافة إلى العديد من التساؤلات التي تجبر المتابع للتوقف عندها، وفي كل الأحوال يبقى المتابع للقضية أكثر أريحية من أطرافها الذين تحيط بهم الضغوطات والمطالبات والتحديات.. ويلتف حولهم الناصح الأمين المتسلح بالدليل والتحليل المنطقي.. والمحرض الساعي للفشل الذي يمثل نجاحاً بالنسبة لمسعاه وتطلعاته.. والسطحي الذي يغفل مستقبل العلاقة بين الطرفين وتبعات القرار على المدى البعيد.. وبين كل هؤلاء تقف الإدارة الهلالية واللاعب في منتصف الطريق وسط تقلبات في قراراتهم سواء الإدارة التي تأخرت في طلب اشتراطاتها الطبية تارة وتعجلت في طلب الرد على عرضها.. أو اللاعب الذي فوت على نفسه فرصة الرد في الموعد المناسب ثم عاد ليبدي رغبته في الاستمرار..
وبشكل عام فإن النهاية التي ستصل لها هذه الحكاية لن تقلل من قيمة الهلال الذي يتربع على عرش آسيا شهرة وأفضلية.. ولن تغير ما قدمه النجم الإماراتي الفذ الذي يعد من أفضل مواهب القارة في العصر الحديث..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..