|


هيا الغامدي
الإخوة الأعداء
2019-08-26
عندما اخترت الكتابة عن لقاء الاتحاد والهلال "الآسيوي" لا أعلم كيف طرأ في بالي عنوان الفيلم المصري القديم "الإخوة الأعداء"، الذي قام ببطولته يحيى شاهين ونور الشريف مع ميرفت أمين وناديه لطفي، والمأخوذ عن الرواية الروسية الشهيرة "الإخوة كارامازوف" للكاتب الروسي دوستويفسكي.
فهذا اللقاء هو كلاسيكو الكرة السعودية "ديربي الغضب" بين شقيقين بينهما تنافس قاري سيتفجر بداية بـ "الجوهرة المشعة" وينتهي "بمحيط الرعب"، ودائمًا مباريات الهلال والاتحاد تحظى بالإثارة والندية والرتم العالي محليًا، فما بالك بالقاري! الهلال زار جدة الدور الماضي وخطف التأهل من الأهلي، ويجمعه القدر بعملاقها الآخر ليعود إلى جدة ويلتقي الاتحاد، كلا الفريقين له أثر وتأثير على بطولات آسيا، فالاتحاد احتكر اللقب 2004 - 2005، والهلال صديق آسيا القديم حقق مختلف ألقابها دوري الأبطال وكأس الكؤوس الآسيوية والسوبر الآسيوي!
وأرى في جدة "وجه الخير" الملهم والمحفز لهذا الأزرق، الذي يبدع ويمتع ويتفوق على أراضيها، يساعده في ذلك جمهوره العظيم، كما لديه مرونة التعامل بشكل أكبر مع الآسيوية، أكثر من العميد الذي تعرض الأعوام الأخيرة لـ "دروب" أبعده عن المنافسة، لكنه الفريق الذي لا تستطيع التنبؤ بما يقدم، فقد نتوقع شيئًا ونرى العكس كونه خارج التوقعات! ميدانيًا "منطقيًا" الهلال الأفضل من النواحي كافة، لكن الأفضلية التي نتصورها على الورق لا تعني الأفضلية على الواقع، فربما يتغلب الأضعف على الأقوى "ومن أهون سبب"! القوة تجميع واستحضار لكل عناصر التفوق والنجاح مع بعضها فنية وتكتيكية وعناصرية ونفسية وذهنية..، الاتحاد ليس الأهلي ليقاس عليه، ولن يكون، فبينهما أمور متفرقات يعلمها كثير من الناس، فزيد ليس أخًا لعبيد! قوة الهلال بأجانبه الكوري هيون سو والبيروفي كاريلو والإيطالي جيوفينكو والفرنسي جوميز، تتفوق على نظيرتها في الاتحاد التشيلي فيلانويفا وخمينيز والبرازيلي رومارينيو والأرجنتيني فيكو! وأرى في سييرا الخبرة والدراية بالكرة السعودية وفرقها ونجومها أكثر من لوشيسكو، لكنه "الأدهى والأمر" هكذا أراه وأتوقعه! ودائمًا مباريات الذهاب أهم، كون الإياب يُبنى ويترتب عليها ما لم تحدث المعجزات، والمعجزات دائمًا ما تأتي على شكل "ريمونتادا"! وأدرك بأن النتيجة أيًا كانت لن تضرب العلاقة القوية التاريخية الأزلية بين الفريقين، كما لن يؤثر فيها "صياح" الشامتين والحاقدين، وهم "شرذمة" لا داعي للالتفات إليها! حتى استفزاز الاتحاديين للهلال بعبارات "المراهقين" وغيرها لن تؤثر، فهي ضمن المعارك النفسية التي اعتادها الهلال من خصومه "محليًا" فما بالك بالقارية، وما أدراك ما "الآسيوية".