|


سعد المهدي
بيرلو: كونتي كان روح اليوفي «2»
2019-09-04
أعود اليوم لأتابع تقليب كتاب أندريا بيرلو المهم، الذي نصحت أن يقرأه اللاعبون والمهتمون بكرة القدم أو أي رياضة أخرى ولو من باب الاستمتاع بيوميات النجم الإيطالي صاحب القيمة الفنية العالية والخبرة الطويلة التي عاشها بين غرف تبديل الملابس والمفاوضات والمعسكرات والملاعب يضاف لها ما أظهره في كتابه "أنا أفكر إذًا أنا ألعب" من سعة أفق وقدرة على التفكير والتحليل.
دائمًا كنت أرى أن شخصية المدرب وقدراته التدريبية مهمة على مستوى التحضير أو التخطيط، وأن له تأثيره الكامل على اللاعبين سواء النفسي أو الخططي المتمثل في الطريقة والواجبات لكن الأقوى من ذلك هو اقتناعي التام بأن الجانب البدني مسؤوليته على مدرب اللياقة البدنية ولا بديل عن أن يكون متخصصًا أكاديميًا وعلى مستوى عالٍ ويملك الخبرة الكافية.
بيرلو يرى أن الشخصية المؤثرة إذا ما كان خلفها مدرب جيد هي كل شيء لأنها تصنع فريقًا وتحقق إنجازات، فهو يرى مثلًا أن أنطونيو كونتي يحسن توظيف العبارات اللازمة في مكانها المحدد "كان يهتم بالتفاصيل ويحولها إلى مصلحته فهو عندما يبحث عن الخطة المناسبة يجعلنا نشاهد الفيديوهات لساعات طويلة ويقوم بشرح التكتيك مرارًا وتكرارًا حتى نستوعب الفكره". هذه قدرات فنية لكن كيف يمكن لأي مدرب أن يفعل ذلك دون شخصية نافذة؟
يقول بيرلو: عندما يتكلم كونتي فإن كلماته تترك صدى كبيرًا في أذنيك بطريقة عنيفة وتتغلغل داخلك. كان علينا تطبيق ما يقوله حرفيًا وإلا فلن نجد لنا مكانًا في التشكيلة. كنا كلنا في سباق ضد الساعة". لقد جعلهم تحت تصرفه بقوة الشخصية ومستوى تأثيرها في إقناع هؤلاء النجوم بأنهم يجب أن يكونوا أدوات يحركها بإرادته ومعرفته. ولدى بيرلو دليل آخر على ذلك.
في أول يوم جاء للمعسكر لتقديم نفسه مدربًا لليوفي وبعبارات قصيرة وبسيطة قال لهم "أعزائي هذا الفريق احتل المرتبة السابعة في آخر موسمين أمر جنوني هذا وبالتأكيد لم آت إلى هنا من أجل نفس الشيء حان الوقت لتغيير كل شيء". نجح اليوفي في الظفر بالسكوديتو في أول موسم مع كونتي أما السبب فيقول بيرلو: لم يكن أمامنا سوى فعل ذلك لأن كونتي كان معنا كل يوم ذلك الشخص الذي يمتلك روح اليوفي.
ما الاختلاف بين كونتي والمدرب العظيم الآخر ليبي وقد حصد مع إيطاليا كأس العالم 2006 بيرلو له معه قصص أخرى .....يتبع.