|


بدر السعيد
والمزيد من القوارير..!!
2019-09-14
في أحد صباحات الرياض الصيفية الساخنة قبل عام كنت ضمن الحاضرين في إحدى قاعات مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، حيث كان الموعد للاستماع إلى تجربة السيد/ بن كاوسيل، الخبير الدولي في ثقافة مشجعي كرة القدم والتعصب.. كانت منطلقات حديثه مرتكزة على أحداث وأرقام التجربة الإنجليزية بشكل خاص والأوروبية بشكل عام.. استنتجت كغيري من الزملاء أن ما نحن فيه من تعصب رياضي لم يصل ولله الحمد إلى مراحل الشغب أو على الأقل مراحله المتقدمة التي شهدتها ملاعب عدة في مختلف دول العالم.
إلا أن استنتاجنا لا يلغي بالطبع ما وصل له الاحتقان الجماهيري لدينا داخل وخارج منشآت كرة القدم الوطنية.. الاحتقان الذي خرج لأكثر من مرة عن إطار الحماس والاندفاع ليصل إلى التجاوز "لفظًا" في أحيان و"فعلاً" في أحيان أخرى..!
في أمسية ديربي الرياض الأخيرة التي جمعت النصر والشباب حضر مشهد متكرر من مشاهد الخروج عن النص.. كان المصدر هذه المرة مدرج النصر، وكان البلطان طرف القصة الآخر، حيث ألقيت "القوارير" من جديد باتجاه الرجل، بينما كان يأخذ طريقه للخروج من الملعب، مرورًا بمدرج النصر.. مشهد تم تصويره من كاميرات المشجعين وما هي إلا لحظات إلا وقد انتشر بسرعة البرق بين أوساط الرياضيين كافة.
حكاية ملاعبنا مع "القوارير" ليست وليدة اللحظة، بل إن تاريخها يطول ولا يكاد يخلو مدرج محلي من تجاوزات كانت القوارير هي سمتها الظاهرة.. وعلى ذكر "القوارير" تنشط ذاكراتنا جميعًا لاسترجاع النقاش حول ملفات مشابهة بعضها أقفل بطريقة غير مقنعة وبعضها الآخر ترك دون نقاش.
والسؤال الأهم.. هل سيستطيع اتحادنا الكروي الموقر ممثلاً في لجنة الانضباط من التعامل الاحترافي المهني مع هذا الحدث..؟ الإجابة لديهم وما نحن إلا مستمعون ومتفرجون سننتظر موقفهم الذي سيكون أول مؤشرات الجدية والمصداقية أمامنا.
تعامل لجنة الانضباط مع واقعة قوارير المدرج الأصفر والبلطان سيكون بمثابة تذكرة العبور بين لجنة الانضباط وثقة الرياضي.. ولن نكتفي بذلك فحسب بل سنكون أكثر إلحاحًا على اتحادنا الموقر ليكون القادر على ضبط المشهد تجاه أي مخالفة هنا أو هناك.. وتطبيق أنظمته بعدل متناهٍ لا يعترف فيه باسم أو لون أو شعار.. فقوة الأنظمة ليست في حسن صياغتها بل في القدرة على تطبيقها بإنصاف.. هذا هو العشم وهذا ما ننتظره.. لأننا باختصار نحب رياضتنا ونكره كل ما يشوهها..!
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..