|


أحمد الحامد⁩
عالم البحار
2019-09-30
ثلث الكرة الأرضية يابسة، والثلثان ماء، ورغم أن الإنسان سكن الأرض منذ آلاف السنين، وأقام حضاراته وأشعل حروبه واستعبد أخاه الإنسان واكتشف النار وصنع السفينة والأدوية التي أوقفت تلك الأوبئة، بعد أن قتلت الملايين، ثم طار بين القارات بالطائرة، ثم صنع صاروخاً حمله إلى القمر، كل ذلك والإنسان لم يكتشف كل ما على اليابسة، فما بالك بما خفي عليه بالثلثين الباقيين من عوالم بحرية لم يستطع الوصول إلى معظم أعماقها.
مجرد معرفة بعض المعلومات من أعماق البحار أو رؤية بعض المخلوقات العجيبة كفيل بطرد غرور الإنسان الذي استطاع أن يصل القمر على بعد آلاف الكيلو مترات، لكنه لم يستطع النزول عدة كيلو مترات في أعماق البحار، كلما شاهدت برنامجاً علمياً وثائقياً عن البحار أدركت أن أمام الأجيال القادمة مهمات كبيرة في اكتشاف المخلوقات البحرية وكشف أسرار البحار والجوانب المظلمة منها، صدقوني سنبدو نحن أبناء هذا الزمن “مساكين” أمام ما ستحققه الأجيال بعد 200 عام من اكتشافات في عالم الماء، وحتى لا نبدو ضعفاء أمامهم اسمحوا لي أن “أحرق” عليهم بعض المعلومات وأوثّقها في المقال، على أن نكون نحن أبناء هذا الزمن من اكتشف أكبر حيوان بحري عمراً وهو إسفنج القطب الجنوبي ويصل عمره الى 1500 عام، تخيلوا هناك من يتنفس في هذا العالم لمدة 1500 عام. أما قنديل البحر turritopsis dohrnii فيستطيع تجديد كل ما فيه من الخلايا التي تعيده إلى عمر أصغر، أي أنه يعود لمرحلة الشباب، لو عرف أحد البشر السر العلمي في ذلك وافتتح عيادة سيصبح أثرى رجل في العالم خلال عشرة أيام، أما الحوت القطبي فيعيش حتى 200 عام، وقرش جرينلاند كذلك، لكنه أعمى بسبب الظلام الدامس، فيعتمد على حاسة الشم في تحركاته، ونحن أبناء هذا الجيل أيضاً من اكتشف الربيان بالرز “مطبق روبيان”، آسف جداً لدخول مطبّق الربيان على الخط، لأنني أكتب إليكم في وقت الغداء وأشعر بالجوع دون أن أرى أي طقوس تحضير للغداء في البيت. لن أثير أية مشاكل، وسأرضى بأي طعام يقدم لي، حتى لو لم يقدم لي شيء لن أبادر في البدء في أي صراع، القبول بالواقع خير من استحضار واقع مجهول وياالله السلامة.