|


محمد الغامدي
بيان النصر.. درس مجاني
2019-10-02
لم أتوقَّع القصور الإعلامي - المقصود أو غير المقصود - لبيان نادي النصر الذي قدَّمته إدارة رئيس النادي الدكتور صفوان السويكت، وعنونته بأدق وصف “إدارة العالمي في 70 يومًا”. وبغض النظر عن تداعيات البيان، وهل كان رد فعل لعمل الإدارة من عدمه، لكنه بالتأكيد جاء وافيًا وشافيًا في المعلومات التي طرحها، والأرقام التي سردها، وتفاصيلها الدقيقة.
مصدر الاستغراب من القصور الإعلامي، أن البيان يمثل نجاحًا باهرًا للإدارة الرشيدة التي تتطلع لها الهيئة العامة للرياضة في جميع الأندية بإظهار الشفافية والإفصاح، واستغلال الموارد التي تصلها، وتطوير النادي من النواحي الإدارية والمالية والفنية، وهو تأكيدٌ على أنها سبقت الأندية في إدارة الحوكمة بكل إتقان وتفانٍ، وطوَّقت كافة القضايا المالية من خلال منهج إداري وقانوني، حقق لها الجودة والتميُّز في الأداء، إضافة إلى أنه يمثل كشف حساب لإدارة عملت بصمت، وأنجزت خلال سبعين يومًا ما عجزت عنه جميع إدارات الأندية بتصفير ديونها وقضاياها المحلية والخارجية، فأصبح النصر النادي الوحيد الخالي من الديون في مدة زمنية قصيرة من خلال إغلاق أكثر من “ستين مخالصةً مالية ودينًا” سواء للاعبين أو المدربين أو الوكلاء أو الشركات بقيمة تجاوزت 150 مليون ريال، ولم تكتفِ بذلك، بل ونجحت في سداد كافة الالتزامات المالية للرخصة الآسيوية 2020م، وكافة الالتزامات المالية لمتطلبات التسجيل الصيفية للفريق الأول مستغلةً كافة مداخيلها الثابتة وغير الثابتة سواء الدعم الحكومي أو الرعايات أو الدعم الشرفي الكبير الذي يفوق جميع الأندية.
قد يخرج لنا سائل بأن الهيئة العامة للرياضة قدَّمت دعمًا للجميع، ولا فضل لأي إدارة في ذلك، ونعيد سؤال السائل إليه ثانية، لنقول له: ما دام الدعم متساويًا هذا العام بين كافة الأندية، لماذا انفرد النصر عن البقية في تصفير الديون، خاصة أن بعضها وصلت ديونها الحالية إلى أكثر من 200 مليون، والمستقبلية إلى نحو 400 مليون ريال؟!
إشكالية بعضهم من إعلاميين وجمهور، أنه ينظر بمنظار ضيق وسوداوي بأن الفوز والخسارة هما مقياس نجاح إدارات الأندية وعملها طوال العام، فربما كرة انفرادية، أو ركلة جزاء مهدرة بقدم مهاجم، تُوقع الفريق في خسارة وتطيح بإدارة تملك عقولًا نيرة وكفاءات مميزة لمجرد أن الفريق لم يحالفه التوفيق.
شكرًا لإدارة النصر التي صمتت منذ توليها المهام، ونطقت بالأرقام خلال سبعين يومًا لتؤكد أنها إدارة استثنائية، قدمت درسًا مجانيًّا لجميع الأندية في كيفية الإدارة الرشيدة.