|


فهد الروقي
انهيار السد
2019-10-04
جاءت موقعة نصف النهائي من دوري الأبطال الآسيوي وفي غرب القارة تحديدًا حاملة في ملامحها علامات أخرى غير رياضية، فالسد القطري كان مكتمل الصفوف مدعومًا بآلاف المشجعين، بعضهم "مستأجر" وبدعم لوجستي سياسي ورياضي، حيث تمت إراحته من المباريات الدورية بعد تأجيلها، "لدينا يتم التأجيل لفرق أخرى بدواع بعضها واه جدًّا".
كانت البداية مرعبة لـ"ممثل الوطن" رغمًا عن أمين اتحاد القدم والقائمين على موقعه في "تويتر"، حيث شهدت تفوقًا سداويًّا نتيجة أسلوب اللعب الضاغط المتقدم وبعدد كبير من اللاعبين نتج عنها هدف "عكسي" من الأسد الفرنسي، وقد كانت ملامح وجهه بعد الهدف نذير شؤم آخر، وكأن مرحلة الإحباط والصيام عن التسجيل ستطول، لكن ثقافة الهلال إن حضرت أخفت المنافسين، وكيف لا وهي في طياتها تحمل الهيبة الزرقاء والشجاعة في الآداء والنزلات فيها "كر وفر"، وما إن بدأ اللاعبون في الدخول في الأجواء بعد أن تسلطن القائد الفرج وبدأ في عزف "سيمفونية" طرب مكنت بقية الرفاق من الاندماج، فجاءت عشر دقائق من متعة خالصة بعد السيطرة على الملعب عرضًا وطولاً، مكنت الفريق من تهديد مرمى المنافس في أربع مناسبات خطرة في إحداها تجاهل الحكم عن جزائية للبريك، قبل أن يأتي هدف التعديل المثير و "الخبير" وفيه ملامح دهاء وهدوء وخبرة، خصوصًا من الثنائي "سيبا وجوميز"، وقبلهما الداهية "رازفان" الذي نجح في نقل الأحمال والضغوط من ملعبه وعن لاعبيه إلى ملعب المنافس.
ورغم حادثة "الطرد" للفريق المستضيف التي اعتبرها كثير من المتابعين "نقطة تحوّل" في المباراة وأنها سبب الرباعية التاريخية، إلا أنني أخالفهم الرأي، فالهلال قبل الطرد كان مميزًا وخطيرًا ومسيطرًا، وكان بإمكانه بناءً على معدل الوصول لمرمى "الشيب" أن يسجل الرباعية مع اكتمال صفوف المنافس ومع الطرد جاءت للفريق حالة استرخاء عجيبة، خصوصًا بعد الهدف الأجمل في الجولة وقبل اللعب ووصل المنافس لمرماه، ولولا براعة المعيوف في التصدي لأكثر من كرة خطرة لقلص السداوية النتيجة وأعطوا أنفسهم أملاً أكبر في مباراة الرد، ولكم أن تتخيلوا أن الهدف الرابع جاء في الدقيقة السادسة والستين، وقد بقي بعدها الفريق لحوالي نصف ساعة دون أن يسجل.

الهاء الرابعة
‏من لا يحس بقيمتك وأنت موجود
‏ما هو بناشد عنك لا صرت غايب
‏حاول تفرق بيض الأيام والسود
‏يا قلب ما كل الحبايب حبايب