|


مساعد رئيس تحرير عكاظ يُقيّم واقع صاحبة الجلالة

طاشكندي: الأفكار القديمة تدهور الصحافة

حوار: خالد الشايع 2019.10.10 | 11:04 pm

جمع خالد طاشكندي، مساعد رئيس التحرير في صحيفة عكاظ السعودية بين الخبرة الأكاديمية، والعمل الصحافي الذي بدأه قبل نحو عقد من الزمن، الأمر الذي يُمكّنه من إعطاء صورة أكبر عن واقع الصحافة السعودية التي بدأت تتراجع مداخيلها بشكل حاد، حتى بات بعضها غير قادر على دفع رواتب العاملين فيها بشكل منتظم.
01
هناك مشكلة مالية تعاني منها أغلب الصحف السعودية الورقية، ولولا الدعم الذي حظيت به أخيراً لتوقف بعضها، هل هي مشكلة في التحرير أم في فكر قيادات هذه الصحف؟
المشكلة جزء منها مادي لتراجع التوزيع بسبب الرقمنة، ووسائل التواصل الاجتماعي، والجزء الآخر في العقلية التي تدير بعض المؤسسات الإعلامية.
02
وكيف أثرت هذه العقلية؟
لأنها لم تستشرف جيدا هذا الوضع خلال الخمسة أعوام الماضية، عندما بدأ الانخفاض في قراءة منتجات هذه المؤسسات، وأن القارئ بدأ ينتقل تدريجياً للفضاء الإلكتروني، هي ذات الأخبار ولكن نمط القراءة اختلف، ولم تستغل هذا التحول بشكل جيد.
03
ما الذي كان ينبغي عليها، لكي تتلافى وضعها الحالي؟
كان عليها أن تبدأ في بناء استراتيجيات وموارد من الاطلاع على الصحف الإلكترونية، الأمر الآخر أن بعض المؤسسات كانت ثرية جدا، ولم تستغل هذا الثراء بعد أن بدأ تراجع المنتج الورقي، وأقول منتج ورقي لأن الصحف هي ذاتها بغض النظر عن الشكل الذي تظهر به، كان عليها أن تستغل ظهور منتجات جديدة، وتستثمر المدخولات الكبيرة التي كانت تأتيها من المنتج الورقي في السابق.
04
ولكن معظم الأخبار المنشورة هي جاذبة للقارئ؟
هناك بعض الصحف تُنشر كدعاية، ولكن بشكل عام معظم الصحف تحتوي على كل الأعمال الصحافية، تجد الحوار والتقرير والتحقيق والخبر الحصري، والرأي، والتحليل كلها في عدد واحد، لكن كما قلت هي تتفاوت في مستواها، أما أخبار الدعايات فهي موجودة حتى في أفضل الصحف العالمية، حتى النيويورك تايمز.
05
في ظل الوضع السائد، هل بدأت الصحف تعي الدرس، أم أن القطار فاتها؟
المؤسسات الصحافية استشعرت أن القارئ بدأ يتغير، فأعادت هيكلة جميع قطاعاتها، وقلصت عدد الموظفين ورشدت المصروفات، هذا الأمر بدأ منذ أكثر من خمسة أعوام، ومع ذلك حصل انخفاض في الدخل، ليس نتيجة التحول الرقمي فقط، ولكن أيضا هناك مشكلة مع شركات التوزيع، لأنه في الوقت الذي تراجعت فيه المبيعات، انهارت شركات التوزيع، وهذا أيضا جزء من المشكلة، وهذا أضر بالصحف أكثر مما كانت تتوقع لأنها لم تعد تصل إلى منصات البيع.
06
تقليص النفقات، كان حلاً جيدا على المدى القصير، ولكن تقليص الصحافيين أثر في الصحف على المدى البعيد وأثر على جودة المنتج، لأنهم هم أساس الصحف، وتم المساس به؟
المؤسسات الصحافية في مجدها كانت ثرية، بما يفوق الوصف، ولهذا تضخمت في شقها الإداري بما يفوق الشق الأساسي وهو قطاع التحرير، وهذه القطاعات هي التي طالها التقليص أكثر من القطاع الصحافي، لأن المساس بالمنتج الأساسي سيضر به، وهذا ماحدث في بعض الصحف التي تأثر محتواها بسبب المساس بقطاع التحرير في إطار هيكلتها، ولكن أغلب الصحف لم تفعل ذلك.
07
أغلب الصحف العالمية، لديها مداخيل أخرى غير الصحيفة نفسها، لماذا لم تستفد صحفنا من ذلك وظلت تعتمد على التوزيع فقط؟
هناك صحف فعلت ذلك، أنا لا أدافع عن مؤسسة أعمل فيها، بعض الصحف بحثت عن حلول، بعضها كان جيداً، عكاظ وقعت العديد من الشراكات مع جهات أخرى، في محاولة لإيجاد مصادر دخل جديدة، ولكن هذه المدخولات لا تصل لما كان عليه الدخل في السابق، هذا في كل الصحف حتى العالمية منها.