|


بدر السعيد
وعن نواف يحلو الكلام
2019-10-12
بعد ظهر يوم الخامس والعشرين من شهر سبتمبر الماضي تلقيت كغيري من عاشقي الرياضة خبراً طال انتظاره، وتأخر لدرجة كدت معها أفقد أمل الفرحة به.. فقد ظهرت نتائج انتخابات الاتحاد الدولي لألعاب القوى IAAF وهي تحمل بشائر الإنصاف لرجل يستحق الإنصاف.. جاء الخبر على صيغة البشرى والفرح يحمل عنواناً عريضاً هو "نواف بن محمد"..
في ذلك اليوم انتصرت الواقعية كما يجب.. وفاز بمنصب نائب رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى.. بل فاز الاتحاد الدولي بتنصيب رجل عشق الرياضة وعشقته.. بذل لها وقته وجهده وماله وصحته.. منحها حبه ووفاءه.. ولأن من رأى ليس كمن سمع فقد حضرت شهادتي له بهذا الشكل وإن كنت لن أوفيه حقه من الإنصاف..
أنا هنا لا أتحدث عن الأمير نواف بن محمد العضو السابق في اتحاد القدم أو السلة.. ولا أعني نواف بن محمد رجل الأعمال.. ولا أقصد عضو شرف نادي الهلال.. فتلك مناصب ومواقع لم أتعامل معه من خلالها ولن أشهد له فيها وأنا أجهل واقعها.. لكني هنا أتحدث عن نواف بن محمد الرئيس السابق للاتحاد السعودي لألعاب القوى لسنوات.. أتحدث عن عاشق شهد له كل من تعامل معه بحبه وإخلاصه وتفانيه لهذه اللعبة بكل رمزيتها ومكوناتها.. حتى وهم يختلفون معه في الرأي إلا أنهم – وأنا أحدهم - يتفقون على نجاحه وتفوقه وقدرته على وضع "أم الألعاب" في الموقع الذي تستحقه رغم كل الصعوبات التي تواجه رياضاتنا الوطنية المختلفة عن كرة القدم ذات الحظ الأوفر في الدعم والاهتمام..
بعد دقائق من فوزه بالمنصب الدولي باركت له عبر تويتر وتعمدت حينها أن أكتب جملة أيقنتها ولمستها بالفعل حين قلت "مبروك يا أنبل من اختلفت معه".. وقد كنت أعني ما أقول فشخصية أبو محمد الحادة والجادة جداً تجعل فرص الاختلاف قائمة وبقوة.. إلا أنها في المقابل لا تعني العداء أو الضرر.. فالرجل النبيل كأمثاله لا يتوقف مطلقاً عند الاختلاف وبعض الخلاف بل يتجاوزها باحثاً عن المخرجات والنتائج الأفضل..
نواف يا كرام لم يكن يوماً ما ذلك المسؤول المتواجد خلف مكتبه وتحت نسائم التكييف المركزي.. نواف يا كرام كان ذلك العاشق الذي يباشر ويراقب ويهتم بتفاصيل عمله بنفسه.. وعند النتائج يتحمل السلبيات وينسب الإيجابيات لفريق عمله.. نواف يا كرام شخصية وطنية تستحق التكريم وكفى..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..