|


بدر السعيد
ومن الوفاء أن نذكر «فيصل»..
2019-10-19
ما من نهضة بشرية إلا وقد ارتبطت باسم شخص أو مجموعة أشخاص كان لهم الأثر الأكبر في صناعة تلك النهضة وتمكينها منذ نشأتها كفكرة حتى تأخذ حيزها الكبير بين البشر.. والرياضة هي أحد المجالات التي أحدثت فيها البشرية نهضات ونقلات.. ولكل نهضة ونقلة هناك اسم ارتبط بها، فالحركة الأولمبية العالمية مثلاً ارتبطت باسم الفرنسي "بيير دي كوبيرتان" الذي يعد الأب الروحي للألعاب الأولمبية الحديثة ومصمم رموزها وشعاراتها، وهويتها التي باتت الهدف الأسمى لكل رياضي محترف أياً كانت رياضته وهويته الرياضية..
ذلك كان "بيير دي كوبيرتان" وتلك كانت الألعاب الأولمبية.. أما نحن كرياضيين سعوديين وعرب فلدينا أب روحي تدين له الرياضة السعودية والعربية بالكثير من الفضل والاحترام والشكر.. وتشهد على ذلك مختلف المنظمات الرياضية العربية والعدد الكبير من البطولات العربية في شتى الرياضات.. الأب الذي قام على تأسيس الرياضة في أكثر من بلد عربي.. ودعمها في بلدان عربية عدة.. كان الشريك الأول في بناء الكثير من المنظمات الرياضية العربية.. وكان الراعي لكثير من الأحداث فيها.. وكان الداعم لعدد من المواقف والقضايا العربية والإقليمية في مجال الرياضة.. وكان الممول لمنشآت رياضية مختلفة شهدت لها عواصم ومدن العرب.. لن أطيل في وصفه للتعريف به فقد أدركتم، بل تأكيد أن من أقصده بها السرد هو المغفور له بإذن الله الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز ابن الملك وحفيد المؤسس رحمهم الله جميعاً..
ولأن للرموز حقوقهم وقيمتهم فقد حرص العرب بشكل عام والسعوديون بشكل خاص أن يحتفظوا لهذا الرجل الكريم بشيء من الوفاء والتقدير المتمثل في تسمية عدد من المواقع والأحداث الرياضية باسمه.. إلا أن الزمن المتغير المتجدد بكل تبعاته يحتاج من صنّاع القرار إعادة الوهج والإشارة إلى ذلك الاسم الكبير.. وهذا ما حصل بالفعل على يد المجدد للحركة الرياضية السعودية الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل الذي أعلن مؤخراً عن إعادة تفعيل جائزة الأمير فيصل بن فهد الدولية للبحوث الرياضية..
استقبلت الخبر كغيري من الرياضيين الذين عاصروا فيصل بن فهد - بالكثير من الفرح والامتنان لرئيس الهيئة العامة للرياضة الذي جسد الوفاء في أجمل صوره، إذ أعاد اسم ذلك الراحل بشكل ومفهوم سيبقى للأجيال الحالية..
شكراً عبد العزيز بن تركي.. وشكراً لكل وفيّ يحتفظ بقيمة الرموز ويقدرها..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..