|


د.تركي العواد
سقوط نواف الأخير
2019-10-20
أرعبنا سقوطه.. خفنا أن يحصل له مكروه.. لم تعد رياضة بل مسألة حياة وموت. عندما تسقط دون أن يشترك معك أحد.. عندما يصيبك الإعياء والدوار في مباراة سهلة وفي الدقيقة 60.. عندما تخرج من الملعب ويدك على قلبك اعرف أن هناك مشكلة.
أصبح يسقط أكثر مما يقف.. لم نعد نعول عليه الكثير فقد تعودنا غيابه.. لا نحسبه من ضمن الغائبين، فالغياب الشيء الثابت في أدائه، وحضوره دائمًا على عجل كأنه مغصوب.
نستغرب عندما نراه “اوه نواف موجود”.. هذا هو الحال يا بن الحلال. لست 19 سنة ولا عشرين.. لامست الثلاثين فإلى أين تأخذنا إلى أين؟
لا تتوقف الحياة على أحد، فالنجوم يحضرون ويرحلون وتستمر كرة القدم تدور. كنا نتضايق من غيابك.. اليوم استوت الأمور وأصبح حضورك مثل الغياب.. لا.. لا.. غيابك أفضل بمراحل على الأقل عندما تغيب نأمل أن تعود يومًا بكامل عافيتك، ولكن حضورك أمام ضمك يجعلنا نفقد الأمل في استمرارك في الملاعب.
أحمد الفريدي غادر واستمرت الحياة.. نايف هزازي رحل وبقينا نلعب كرة قدم.. خالد عزيز ومالك معاذ ومئات المواهب التي غادرت وسطنا الرياضي إلى النسيان، لا لسبب إلا أنهم لم يملكوا الالتزام. أرى أن تلك الأسماء سيضاف لها قريبًا اسمك وتصبح رمزًا خالدًا للموهبة الضائعة.. للاعب الفنان الذي رحل قبل الأوان.
تابعتك عندما كنت في شباب الهلال والأولمبي عرفت حينها أنك ستكون نجمًا مثل الثنيان وسامي، كنت وقتها عاشقًا لكرة القدم وتريد أن تصبح نجمًا.
مع الأسف الموهبة وحدها لا تصنع النجوم، النجومية طريقة تفكير وتركيز والتزام. ولكنك فكرت في شيء آخر غير الكرة وركزت على كل شيء إلا الكرة والتزمت التزام المحترفين إلا في التمارين.
هناك ما يسمى بقسوة المحب “tough love”، أي أن تقسو على من تحب من أجل مصلحته.
هذا ما يجب أن يحدث مع كل من حولك، يجب ألا يجاملوك بعد الآن. يجب أن يواجهوك بكل شجاعة لتعود من جديد إلى طريق النجومية. ما زال في العمر بقية باقية، وما زال الأمل بأن تقدر الموهبة التي وهبها لك الوهاب.
لا مجال للمناورة ولا الإنكار، فسقوطك القادم قد يكون الأخير.