|


بدر السعيد
لا تراهنوا على خجلهم
2019-11-02
الإعلام أحد أهم المرايا التي تشاهد من خلالها الشعوب والثقافات وتتعرف فيها على سلوكيات البشر.. والإعلام الرياضي أحد تلك المرايا التي لا نحتاج وقتاً طويلاً لتأملها بقدر ما نحتاج من الشجاعة للاعتراف بما فيه من سلبيات.. وعلى الرغم من محاولات بعضهم بتلطيف الجو العام حين يصف أن ما يطرحه الإنسان عبر الإعلام بأنه يمثل صاحبه.
إلا أن انتشار الطرح “المقزز” واتساع رقعة “الهراء” وتعدد أصوات “النشاز” في إعلامنا الرياضي المحلي باتت حالة موجعة تستدعي الوقوف عندها لإصلاح مظهرنا أمام أجيالنا ثم أمام الآخرين من خارج حدود الوطن.
إعلامنا يا كرام يمثلنا شئنا أم أبينا، لن يجد الباحث عن سلبياتنا أي صعوبة في الوصول إلى السقطات المهنية والأخلاقية على حدٍ سواء.. فمرور سريع على ما يبث عبر “بعض” البرامج الرياضية سيكون كفيلاً بنيل ما يبحث عنه.. فهذا مقدم ينتظر “الميركاتو” للتعاقد مع مدرب.. ومحلل هناك يناقش فرص منتخب بلد في الحصول على بطولة قارية، على الرغم من أن منتخب ذلك البلد لن يشارك في البطولة.. وثالث يناقش موضوع “الجبن الأزرق”.. ورابع حول الشهر إلى خمسة أسابيع ليبرر فكرته.. لا محتوى ولا مصداقية.. طرح ساذج هنا.. وسطحي هناك.. واتهام باطل وإساءة في استديو ثالث.. لكن أن يصل الأمر إلى مرحلة الرقص فهنا نتوقف ونقول.. ضاع إعلامنا الرياضي يا كرام.
أيها الكرام.. من حق أجيالنا علينا أن ننظف الفضائيات من ذلك الهراء والعبث.. ومن حق وطننا علينا أن نبعدهم عن الشاشة، بل عن جميع المنصات التي تجعل أصواتهم وضجيجهم ينتشر فيزعجنا داخلياً ويشوه صورتنا خارجياً.
أيها الكرام ويا أصحاب القرار.. إذا كنتم ممن ينتظر إصلاحاً ذاتياً من تلك الفئة، فأنتم كمن ينتظر الدفء في القطب المتجمد.
تمر الأيام والسنون فيزداد سقوطهم سقوطًا.. وفي كل مرة نظن أنهم وصلوا القاع فإننا نتفاجأ أن المزيد من الانحدار يفصلنا عن قاع فكرهم.. أيها الكرام.. لا تراهنوا على خجلهم كثيراً، فلو كان للخجل مكان في نفوسهم لما وصلوا إلى هذه الحال.. أخيراً.. يجب القول بأن كل ما سبق لا يعني عدم وجود نماذج مضيئة نفتخر بها في إعلامنا الرياضي لكنهم هم القلة للأسف بعد أن أتيحت المساحة للأكثر ضجيجاً والأقل مصداقية والأبعد عن المنطق.
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..