|


د.تركي العواد
يا عالمي
2019-11-11
تلاعب الهلال بالجغرافيا والتاريخ ولون القارة الصفراء بالأزرق. كانت ليلة زرقاء خالصة سجل خلالها الهلال هدفين اكتفى الحكم باحتساب أحدهما ملغيًا الآخر بدم بارد. لعب الهلال بعقلية النهائي وتخلص من اندفاعه غير المبرر الذي أفقده العديد من الألقاب. ما ميز الهلال في هذه المباراة هو الانضباط الدفاعي. أغلق التوازن الذي لعب به الهلال المساحات اللازمة للهجمة المرتدة التي كان ينوي الفريق الأحمر الاعتماد عليها فوجد نفسه عاجزًا عن مجاراة الهلال.
الهدوء بداية المباراة كان مفتاح الفوز. كان الهلال صبورًا وهو يحاصر أبناء طوكيو الذين انهاروا بعد ساعة من اللعب. باختصار الهلال لعب بنضج كبير وثقة تعانق السماء.
النتيجة رائعة وتقرب الهلال من بطولة القارة. حقق الهلال عدة مكتسبات من المباراة أهمها أنه خرج بشباك نظيفة مما يحول الضغط على أوراوا في ملعب سايتاما بعد أسبوعين. فأي هدف سيسجله الهلال سيصعب المباراة على أوراوا. أيضًا خرج الهلال دون إصابات ولا إيقافات، ولكن أهم مكاسب الهلال أنه كسر عناد كأس آسيا بتصميمه الجديد وشكله الغريب وحقق انتصاره الأول في النهائي بعد أن تعادل وخسر في نهائي 2014 وكررها في 2017.
قدم البليهي مباراة العمر وكان نجم المباراة الأول.. ما أفرحنا في أداء علي المميز أنه جاء في مباراة تاريخية لا تنسى. يبدو أن كلمات القائد الأسطوري للهلال صالح النعيمة قد رفعت معنويات البليهي وأعادت له ثقته في نفسه.
لم تُحسم الأمور بعد فما زال الكأس في الملعب وستكون المباراة القادمة أكثر صعوبة، ولكن ما يجعلنا مرتاحين هو الأداء العالمي الذي قدمه الهلال والذي أثبت أنه تعلم من خسارة النهائي في المرتين السابقتين.
مشهد النعيمة وهو يحمل الكأس أشعل المدرجات وأعطى اللاعبين دفعة معنوية بأن الكأس بعد طول غياب سيستقر في الرياض. جمهور الهلال خلق جوًا ساحرًا في المباراة. دعم فريقه طوال المباراة وساهم في هز ثقة أوراوا وجعل كفة الهلال ترجح.
لا يبقى إلا أن نشكر اللاعبين على ما قدموه فقد بذلوا كل ما يستطيعون من أجل إسعاد الجماهير السعودية. لا نقوى على الانتظار أسبوعين، ولكن ما يهون ألم الانتظار أننا على يقين بأن نجوم الأزرق سيعودون للوطن بكأس الفضة غريب الأطوار.