|


بدر السعيد
كسبنا وخسر المتأزمون
2019-11-16
في واحدة من أهم جولات الصراع الآسيوي الحثيث نحو التأهل إلى كأس العالم، كان الأخضر السعودي في الموعد فانتصر على أقوى منتخبات المجموعة وفي أرضه الصعبة “طشقند”.. يوم الخميس كان مفترق طرق ليس في حسابات المجموعة وحسم التأهل فحسب، بل في هوية طال انتظارنا في البحث عنها، حيث كانت تحضر وتغيب حتى فقدنا بوصلة آسيا وبدأ الشك يحوم في عقول الكثيرين حول قدرتنا على العودة للتربع على عرش القارة مجدداً.
قبل هذا اللقاء حضرت “ثقافة الضجيج” كعادتها لتشوش أسماع المتلقين وترهق أبصارهم.. حضرت كعادتها لتربط ولاءها لمنتخبنا الوطني بحسب لون فريقها ولون منافسه.. حضرت بعقلية المشجع المتعصب الذي تخلى عن أبجديات المنطق ولغة العقل.. حضرت بممثليها ورموزها المعتادين من إعلام يحسب على رياضتنا وجماهير ترسخت في عقلياتها لغة المؤامرة وتحكمت فيها ثقافة الضجيج.. حضرت لتنتقص من منتخبنا وتتربص لسقوطه وزلته.. حضرت وقد جهزت سلفاً أسباب التعثر إن حصل.
قبل انطلاق ذلك اللقاء كانت مساحات “تويتر” تعج بلغة الإسقاط “الممجوج” على منتخبنا ومسيريه، وقد ربطوا كل ما في منتخبنا باللون الأزرق والهلال على وجه التحديد بعد أن قادتهم أفكارهم الضحلة إلى المزيد من الانحدار في قاع التعصب.
قبل المبارة بيومين تظهر “ثقافة الضجيج” وجهها الشاحب وهي تحاول جاهدة تصوير الإساءة الوهمية تجاه الكابتن “سلمان الفرج” كابتن منتخبنا الوطني في مقطع كان شاهداً على شعبية سلمان ومحبة رجال الأمن له وليس العكس.. فجاء الرد في ذلك المساء الأوزبكي الجميل بهدفين وقع عليهما سلمان وفرح بهما كل سعودي عدا أولئك “المحتقنين”.
أدرك تماماً ما تحمله نفوس أولئك الأشخاص من كره وحقد على كل ما هو هلالي.. وأدرك أيضاً حجم معاناتهم في انتظار سقوط كبير آسيا، بل لم أتعجب إطلاقاً على وقوفهم مع منافسيه طوال السنوات الماضية وحتى لقاء أوراوا في ذهاب نهائي القارة.. لكن ما تعجبت له بحق هو تلك الحالة من الحزن التي عاشها أرباب “ثقافة الضجيج” وضحاياهم على إثر تفوق منتخبنا أمام أوزبكستان، فقد كانوا في حالة يرثى لها من الألم تفوق بكثير ما عاشه الأوزبك أنفسهم.
يا كرام.. نعلم أن الوقوف مع منتخبنا الوطني مسؤولية الجميع.. لكن علينا أيضاً أن نقف كذلك في وجه أولئك المتأزمين الذين كانوا ولا يزالون يشوهون كل جميل في رياضتنا في كل مرة يظهرون فيها صوتًا أو صورة أو حرفًا.
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..