|


د.تركي العواد
هلال يبيض الوجه
2019-12-23
انتهت حكاية الهلال مع بطولة العالم للأندية. كانت مثيرة بشكل جنوني. سنبقى نتحدث عن تفاصيل المباريات الثلاث طويلًا. كان الهلال الفريق الأجمل والأمتع في هذه البطولة منذ صفارة البداية مع الترجي وحتى آخر ركلة جزاء في مباراة مونتيري.
مشاركة الهلال خلقت حالة وحراكًا في الوسط الرياضي، جعلت الهلال يستحوذ على اهتمام العرب رغم مشاركة ثلاثة فرق عربية في هذه النسخة. كل الكلام عن الهلال.. مع الهلال أو ضده لا يهم. لم تكن مشاركة عابرة بل بصمة لا تنسى في تاريخ البطولة.
أهم درس تعلمناه من البطولة أننا بحاجة إلى الهدوء أكثر وعدم الاستعجال، فالهلال كان يقاتل من أجل إثبات قدرته على منافسة كبار العالم خصوصًا في مباراة فلامنجو. في تلك المباراة لعب الهلال أجمل شوط في تاريخه. سيطر على كل مجريات الشوط وهدد مرمى الفريق البرازيلي بضراوة ولكن براعة الحارس دييجو ألفيس واستعجال مهاجمي الهلال حرماه من ثلاثة أهداف إضافية. لو كان الهلال أكثر واقعية في الشوط الثاني لحقق الانتصار ووصل للنهائي العالمي. سبب تحقيق ليفربول للبطولة أنه كان الفريق الأكثر هدوءًا والأقل استعجالًا لذلك سجل في الأوقات القاتلة.
درس آخر تعلمناه أن المباراة ليست شوطًا واحدًا وأن توزيع المجهود على مدار الشوطين يخلق التوازن في الأداء ويجعل الشوط الثاني يظهر بشكل مقارب لسابقه. في كل المباريات سجل الهلال أولًا بعد أن ضغط بشكل قوي وحاصر الخصم ولكنه بعد أن يحقق المراد ويتقدم يفقد التركيز ويتراخى ويحس أنه فعل ما عليه، فتبدأ رحلته مع الفردية وقلة الانضباط فتظهر أخطاء غير مبررة.
مشكلة عانى منها الهلال بوضوح وهي الاستمرار في الهجوم الضاغط رغم التقدم. فالفريق لا يغير أسلوبه مع تغير النتيجة. أمام فلامنجو وكذلك مونتيري ذهب الفريق إلى غرفة الملابس متقدمًا بهدف ولكن هذا لم يغير أسلوب الهلال الذي بقي على اندفاعه الهجومي مما سهل مهمة الخصم في التسجيل في بداية الشوط الثاني. لو أخرج لوشيسكو صانع اللعب جوفينكو وأشرك عطيف بين شوطي مباراة فلامنجو لما سجل الفريق البرازيلي في أولى دقائق الشوط الثاني والقصة ذاتها تكررت أمام الفريق المكسيكي.
عاد الهلال إلى الديار مرفوع الرأس بعد أن حقق المركز الرابع وقدم للعالم الكرة السعودية في أجمل صورها.