|


بدر السعيد
وفيّ يكرم متميزا..
2019-12-29
في ليلة رياضية لم تكن صاخبة بذلك القدر الذي تشهده الرياضة، لكنها كانت مليئة بالوفاء والفرح معاً، بل كانت عنواناً عريضاً لمرحلة لا يمكن اختزالها في كل حديث عن الرياضة في المملكة العربية السعودية.. في تلك الليلة تجلى الوفاء في أروع صوره.. في تلك الليلة حضرت القيمة والقامة وإن غاب الصخب الجماهيري والإعلامي.. في تلك الليلة جسد أمير الرياضة الشاب أروع صور التكريم حين أعلنت اللجنة الأولمبية العربية السعودية تكريم “سلطان الإنجازات” الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز.
في كل مرة نسمع فيها اسم الأمير سلطان أو نشاهد صورته أو نتابع مقطعاً لظهوره، فإن عقلنا الباطن يقودنا مباشرة إلى حقبة كنا نتمتع فيها بما لذ وطاب من الذهب ونتنقل بين منصة وأخرى.. لا أعني بذلك كرة القدم فحسب، ولا أقصد بذلك المنتخبات الوطنية فقط، بل أقصد الفرح السعودي الرياضي العام الذي استمتع وتمتع به مختلف الرياضيين في معظم الرياضات خليجياً وعربياً وقارياً، بل عالمياً أيضاً..
في كل مرة يذكر فيها الأمير سلطان بن فهد فإن تلك المقولة الشهيرة تمر مباشرة في أذهاننا.. المقولة التي كان يقولها سموه ويعنيها بعيداً عن سوء فهم الآخرين لها.. صاحب المقولة الشهيرة “خطط علمية مدروسة”، أنصفته الأرقام وليس العواطف.. فبمجرد مرورك السريع على إنجازاتنا الوطنية الرياضية ستدرك أن عصره كان هو العصر الذهبي “حتى الآن”..
في تلك الليلة كنت أتابع ما يحصل على منصة اللجنة الأولمبية بعيني فيما كان عقلي منشغلاً بتلك الفترة التي سعدت فيها وتشرفت بأن كنت أحد أجزاء تلك المنظومة الرياضية التي قادها سلطان بكل اقتدار.. الفترة التي وصلنا خلالها إلى منصة الأولمبياد وحققنا خلالها أفضل المنجزات على مستوى القارة.
في تلك الليلة لم أكتفِ بالتصفيق لمنجزات الأمير سلطان، إذ إن ذلك العرس لم يكن له أن يتحقق لولا توفيق الله أولاً، ثم وجود رجل رياضي بطبعه قبل منصبه استطاع أن يعيد لنا ذكرى الأمير سطان بن فهد بذلك المظهر المليء بالوفاء الذي يجيده عبدالعزيز بن تركي بكل إتقان.
جميع ما سبق من إطراء للأمير سلطان بن فهد لا يلغي أو يهمش أو يتناسى دور بقية الرجال الذين تناوبوا على خدمة رياضة الوطن، ونالوا قبل ذلك شرف الثقة الملكية في أشخاصهم الكرام.. فلهم منا خالص الشكر والامتنان على كل ما قدموه لرياضة الوطن.
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..