|


عيد الثقيل
أحلام زرقاء لا تتوقف
2020-01-08
على الرغم من تحقيقهم الكأس الآسيوية، ومشاركتهم في كأس العالم للأندية، وحلولهم رابعًا في البطولة الكبرى، وعودتهم بقوة للمنافسة المحلية، وتقليصهم الفارق مع المتصدر النصر، إلا أن الهلاليين لم يركنوا لذلك، وبدؤوا فعليًّا التجهيز منذ الآن للموسم المقبل للحفاظ على مكتسبات الفريق.
ابن نافل، الرئيس الصامت، يوقِّع أمس صفقة مميزة مع الدولي مد الله العليان، لاعب التعاون والمنتخب السعودي، ليكون منافسًا للبريك في الجهة اليمنى، ويفاوض أندية أخرى لاستقطاب لاعب محلي آخر منذ الآن.
حين تشاهد العمل الإداري في الهلال لا تستغرب حقيقةً لماذا أصبح هذا الفريق المنافس الثابت على البطولات في السعودية في العقود الماضية، بينما يتبدَّل منافسوه كل عام، فالثقافة الزرقاء لا تشبع من الذهب، ولا تكتفي بصعود المنصات أيًّا كانت المنصة، محليةً أم خارجيةً، فيما تجد كثيرًا من الأندية الأخرى، تتغنَّى بإنجازات مضت عليها عقود، وتحتفي بأي منجز وإن كان على مستوى المناطق لتضيفه إلى رصيدها في محاولة للاقتراب من هذا الهلال.
الهلال المكتمل بأجانب مميَّزين، ونجوم محليين، ودكة بدلاء قد لا يوجد لها مثيل في المنطقة العربية، لا يزال يبحث عن النجوم، ولا يزال يستشعر أي ثغرة في صفوفه حتى وإن كانت ستحدث مستقبلًا، في الوقت الذي تشاهد فيه بقية الأندية، باستثناء جاره النصر، تبدِّل في لاعبيها الأجانب خلال الفترة الشتوية، وتحاول ستر عيوب لا تنتهي، لذا يبقى الهلال ثابتًا ومنافسوه متحركون.
في ثقافة الهلال الذهبية والمختلفة، البطولات لا تتوقف، ولا يمكن عدم المنافسة على البطولة مهما تعددت البطولات وتقاربت. ظن الجميع أن جماهير الهلال ستكتفي بالعالمية، وتحقيق البطولة الآسيوية المستعصية، لكنهم ما لبثوا وعادوا ليطالبوا بكل بطولة، فلا الخروج من كأس الملك مقبول لديهم، ولا الابتعاد عن لقب الدوري.
الحلم العالمي لم يتوقف لديهم، هاهم يتحدثون عن العالمية المقبلة، ويجهزون فريقهم لها من الآن. بطولة واحدة لا تكفي، ومشاركة عالمية وحيدة لا تغنيهم ولا تجعلهم يتغنون بها، الأحلام لديهم لا تتوقف، كلما تحقق حلم، حلموا بآخر أصعب من سابقه.
هي ثقافة من الصعب تدميرها، أو القفز فوقها مهما كانت الضغوط، ومهما كانت التحديات، لا تبريرات ضغط المباريات تمنعهم من أحلامهم، ولا الأخطاء التحكيمية يعلِّقون عليها فشلهم، وأمام البطولة لا يعترفون بأي عائق، ولا يتلفَّتون إلى تبرير أو مبرر، وحده الذهب يسكنهم ولا يريدون رحيله.