|


هيا الغامدي
الفار.. VAR
2020-02-10
تقنية بسيطة جدًا؛ عبارة عن حكم إضافي/ مساعد يشاهد اللعبة وينصح المسؤولين بالقرارات الصحيحة رغم أن الأمر كناحية عملية معقد جدًا. هي تقنية استشارية فقط؛ لأن القرار الأخير يقع على عاتق حكم المباراة.
تقنية وجدت للقضاء على الجدال والانتقادات التحكيمية لا خلقها وإثارتها وضمان العدالة وتوفير وسيلة لتصحيح الأخطاء التحكيمية التي تستوجب قرارًا دقيقًا كاحتساب هدف أولًا، ركلة جزاء، البطاقات الحمراء، وتحديد هوية المُنذر. لكن هل حكام الفار دائمًا على حق/ منزهون عن الأخطاء؟! قد يفشل فريق الفار في اتخاذ قرار فيُعلم حكم الساحة عبر السماعة للعودة للتحقق بنفسه مما جرى واتخاذ القرار بناء على ما شاهد وقراره الشخصي.
هل ساهم الفار في تقليل الأخطاء والحد منها؟! وهل استخدام التقنية مقنع إلى الآن؟! فشل الفار ببطولة القارات 2017 بعد أن أثار جدلًا كبيرًا واتهم بخلق الارتباك في حالات واضحة، وفي نهاية دوري أبطال إفريقيا 2019 تعرض لخلل فني منع الحكم المساعد من مشاهدة الإعادة لكنه كان ناجحًا في مونديال 2018 رغم أن هناك حكامًا رفضوا استخدامه في حالات تستوجب! ينجح الفار في تحديد القرارات “الواقعية” كالتدخلات العنيفة وتحديد هوية المُنذر لكن القرارات “الشخصية” بسبب عدم الوضوح والاتساق فلا!
الفار يفتقر إلى الشفافية أحيانًا وهي نقطة مثيرة للجدل، تقنية مهمة وفي الوقت ذاته لن ترضي أحدًا وككل الحالات التحكيمية هناك من يستفيد ومن يتضرر لكن هل نستطيع التأكيد على مسألة تعمد سوء استخدام التقنية كتجنيدها لتغليب مصلحة فريق أو الإضرار بآخر؟! كل نادٍ يدعي أنه المتضرر من قرارات غرفة الفار لكن الحقيقة ربما العكس! فهل وجد الفار لتحقيق العدالة أم لتضليلها؟! وإذا كان يعبث بدورينا فمن يوقف هذا العبث؟! هذه التقنية ألغت شخصية الحكم في الملعب وبثت الفتن بين أوساطه! فالفار حاليًا أكبر فتنة بدورينا أفقد كرة القدم متعتها وجمالها؛ الأخطاء جزء من اللعبة والاعتماد على هذه التقنية حولها إلى مباريات لا حياة فيها ولا متعة/ إثارة! فهل نملك الجرأة والصراحة للإعلان بأن هذه التقنية أفادت أندية وأضرت بأخرى بأدائها الضعيف أو عدم استخدامها؟! ولماذا لا تكون جميع الأندية على مستوى واحد منها؟! علمًا بأن كل الأخطاء التحكيمية ليست تستوجب تدخل (أنف الفار) وإنما الحاسمة/ المصيرية التي تغير مجرى المباراة! ومع VAR هناك مشهد لو واحد لظالم ومظلوم وقضية لجانٍ ومجنٍ عليه وضبابية أفقدت الرؤية تقديرها الصحيح فاتسعت دائرة الشك والظن والاعتقاد... ماذا بعد؟!