|


د.تركي العواد
طيح وخذ بلنتي
2020-02-10
رقم غير مسبوق حققته الجولة 17 من الدوري باحتساب 11 ركلة جزاء، كانت قابلة للزيادة ولكن تقنية الـ”VAR” رأفت بحالنا وألغت ركلتين إضافيتين تم احتسابهما من قبل الحكم. ما شاهدناه في الجولة الماضية ظاهرة تستحق التأمل، فالمتابع لدورينا يلاحظ المبالغة الواضحة في السقوط داخل المنطقة. أصبح اللاعب يفكر في الحصول على بلنتي أكثر من تسجيل هدف، وهذه كارثة أخفت متعة الدوري تمامًا ونسفت كل الجهود المبذولة لتطويره.
توقعنا أن ركلات الجزاء ستقل مع تقنية الـ”VAR”، ولكن العكس حدث وهذا فشل كبير للتقنية، للأمانة التقنية نجحت في حالات التسلل بشكل مبهر، وكذلك نجحت في حالات الخطأ في هوية اللاعب المنذر، ولكنها فشلت في ركلات الجزاء بشكل محبط، ليس في السعودية فقط ولكن على مستوى العالم. في كأس العالم في روسيا ساعدت تقنية الـ”VAR” في زيادة البلنتيات إلى 29، وهو رقم مخيف لا يقارن بالرقم القياسي السابق الذي سجله مونديال فرنسا بـ17 ركلة.
حكام الفيديو أصبحوا يحتسبون كل احتكاك بلنتي، ما حول منطقة الجزاء إلى مسرح كبير للمبدعين في التمثيل، الذين يستغلون أي لمسة للسقوط بشكل سينمائي عل وعسى أن الـ”VAR” تركز على قدم المدافع ولا تنتبه للمبالغة في السقوط. ليس هناك حاجة للتعاقد مع لاعب مقاتل أو موهوب، الأسهل التعاقد مع لاعب يجيد التمثيل حتى نضمن بلنتي في كل كرة داخل الصندوق.
الـ”VAR” بحاجة ماسة للمراجعة والتقييم الدقيق. يجب ألا تتدخل إلا بطلب من الحكم خصوصًا أن عددًا كبيرًا من ركلات الجزاء التي تتدخل فيها الـ”VAR” هي حالات تقديرية يمكن للحكم تجاوزها، ولكن وجود الـ”VAR” أجبرت الحكم على منح البلنتي في حالات لم يكن أبدًا يمنحها قبل التقنية. مشكلة التقنية أنها شجعت على التحايل، باعتبار أن أي احتكاك يستوجب ركلة جزاء، لا يمكن للمدافع أن يلتحم مع المهاجم دون احتكاك هذه طبيعة كرة القدم.
حكام الفيديو بحاجة للتدقيق في قوة الالتحام، وهل يستدعي السقوط أم أن اللاعب سقط فقط للحصول على ركلة جزاء.
الأمر الآخر والأكثر إلحاحًا هو أن اللاعب الذي يبالغ في السقوط ويحصل على بلنتي دون وجه حق وتلغيه الـ”VAR” يجب أن يعاقب بكرت أصفر على الأقل، حتى نقضي على حالة التساقط الجماعي التي تحدث باستمرار في منطقة الجزاء.