|


هيا الغامدي
رونالدو لمدريد: «أنا حنيت»
2020-03-06
“نقل فؤادك حيث شئت من الهوى.. ما الحب إلا للحبيب الأول.. كم من منزل في الأرض يألفه الفتى...وحنينه أبدًا لأول منزل”.. حضرت ببالي هذه الأبيات لأبي تمام وأنا أشاهد تواجد البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم اليوفي الإيطالي بمدرجات ملعب السنتياجو برنابيو ليلة الكلاسيكو، حيث أعاد من جديد ذلك المشهد كم الحنين بين الدون ومدريد ورغبته في العودة للملكي من جديد، كرغبة عبر عنها لأحد المقربين له، رغم نجاحه بالدوري الإيطالي كلاعب وهداف.
رونالدو مع مدريد علاقة ارتباط طويلة رغم المحطات الأخرى، إلا أن مدريد المحطة التاريخية الأبرز والأهم بمسيرته، رونالدو مع مدريد تاريخ يفوق تاريخ أندية كبيرة/ شهيرة؛ أربع مرات دوري أبطال، ثلاث مرات كأس عالم للأندية و3 سوبر أوروبي ومرتين دوري إسباني وكأس ملك وسوبر إسباني.. وجود رونالدو حتى بعد الفراق بالمدرجات أضاف للميرينجي ولزملائه ولزيدان والسنتياجو برنابيو “الفأل الحسن” بالفوز وكسر النحس الذي واجه مدريد، فاستعاد نغمة الفوز وطعم الانتصارات على غريمه التقليدي من جديد.
رونالدو واجه الكثير من المشاكل مع الرئيس فلورنتينو بيريز قبل الرحيل، فهل بعد هذا الانفصال العاطفي/ القانوني فرصة للعودة من جديد؟! أي علاقة انفصال بعد فترة ارتباط طويلة لا يمكن أن تحدث دون “تداعيات” وكأنها رصاصة في قلبين بوقت واحد.. تلك الرصاصة ضربت قلب مدريد قبل رونالدو حتى إن طريقة اللعب اختلفت من منهج/ تكتيك لآخر من بعد الطريقة الهجومية التي كان يعتمدها زيدان سابقًا، في وجود رونالدو للتوازن هجوميًّا ودفاعيًّا تلك التي استقاها من معلمه إيطاليا مارتشيلو ليبي واعتمدها بعد رحيل ماكينة الأهداف “رونالدو” مجبرًا لا بطل.
رونالدو حاليًا مع يوفنتوس لديه هدف استراتيجي هو الحصول على لقب الأبطال سواء رحل لمدريد أو لغيره، لكي يرحل عن البيانكونيري مرفوع الرأس.. يقول صديقه المقرب: تعلمنا من كرة القدم لا تقل أبدًا.. إن أمرًا لن يحدث أبدًا لا أعرف ماذا سيحدث بالمستقبل ولا أحد يستطيع أن يعلم.. دعونا نرى.. رونالدو رغم تقدمه في السن إلا أنه كالدهن بالعتاقي مهاجم خطير وهداف للدوري الإيطالي وثاني الهدافين.
بيريز أطفأ بنفسه شمعة مدريد حينما “طفش” زيدان/ رونالدو بوقت واحد بمشاكله معهم، مدريد وحده دفع الثمن، ورغم اعترافه بخطئه مع زيزو وإعادته له من أجل مدريد، إلا أنه لا يزال يمارس حاليًا سياساته القديمة ورغبته في الاستغناء متى ما أخفق بتحقيق لقب..