|


بدر السعيد
دروس كورونا (5)..
2020-04-18
ويستمر حديثي معكم عبر مسارنا التاسع في ذات السياق وللأسبوع السادس على التوالي.. وعن “كورونا” يمتد الحوار.. الحوار الذي لن يتوقف حتى بعد جلاء هذه الغمة بمشيئة الله تعالى لنفرح ويفرح العالم بزوال كابوس أرق الجميع وألقى بظلاله وآثاره على الأفراد والمجتمعات والمؤسسات الحكومية وعمالقة الأعمال على وجه الأرض..
أضعف المتفائلين يدرك أن هذه الأزمة ستمضي وإن كنا نجهل كيفية وموعد زوالها.. معظمنا سيعود للنهوض محملاً بالكثير من الفرح والابتهال وعظيم المشاعر والذكريات تجاه تجربة لا يمكن وصفها ودروس لا يحصيها ملء المحيط من المجلدات.. وستنقلون لأحفادكم يوماً روايتكم “السعودية” عن هذا العصر.. ستنقلون كسعوديين شهادتكم حول جميع ما شاهدتموه وسمعتموه عن دولة عظيمة تعاملت بكل إنسانية وحكمة مع حقوق “البشر” على ترابها خلال أزمة فيروس “كورونا”.. وهنا أتساءل: بأي شيء سيبتدئ حديثكم حول شهادتكم على هذا العصر..؟
هل سيبدأ حديثكم حول الإجراءات الاحترازية الاستباقية المحكمة بإغلاق المعابر والحدود..؟ أم بتعليق الدراسة بمختلف مراحلها وفصولها ومنح أبنائها وبناتها درجات النجاح..؟
أم سيبدأ الحديث بالقرارات المهمة التي ضمنت سلامة وصحة جميع من يعيش على تراب هذا الوطن بمنحه العلاج المجاني أياً كانت جنسيته، بل حتى المخالفين منهم لنظام العمل والإقامة..؟
أم أنكم ستشيرون إلى مواقف حكومتنا الرشيدة تجاه العرب والمسلمين وغيرهم من دعم مالي ولوجستي لمساعدتهم على تجاوز الأزمة..؟ أم بدعمها السخي لكافة مصالح القطاع التجاري والمهني الخاص في المملكة بشكل يغطي تبعات الركود ويسهل التعامل معه..؟
أم أنكم ستفضلون الحديث عن موقف المملكة مع أبنائها في الخارج ورعايتهم والتكفل بإقامتهم وعلاجهم ومتابعتهم والاهتمام بأدق تفاصيل حياتهم وتأمين رغد العيش لهم حتى لحظة وصولهم إلى أرض الوطن..؟
أم أنكم ستتحدثون حينها بكل فخر عن بطولات رجال وسيدات المملكة في ميادين الفخر بين صحيين يعالجون المرضى ويقفون على راحتهم وبين أعين سهرت تحرس تراب الوطن وتدافع عن حدوده..؟
فعلاً لا أدري عن أي شيء سيبدأ حديثكم حينها.. لكني أدرك يقيناً أنكم ستكونون في قمة درجات الفخر وأنتم تباهون بذلك..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..