|


بدر السعيد
دروس كورونا «11»
2020-05-30
وفي الأسبوع الثاني عشر يمتد الحديث نحو كورونا في بوصلة فرضت الظروف اتجاهها، إذ لم يكن في مخيلتي يوماً أن يمتد شريط المقالات إلى هذا الرقم، لكنه “كورونا” ودروسه التي لا تتوقف وعبره التي لا تنتهي..
هذه المرة سيكون حديثي عن فلسفة وثقافة كانت حاضرة على استحياء.. وفكر احترافي سمعنا عنه ولم نجد من يتجرأ على تفعيله والاعتماد عليه ليكون نمطاً للأعمال والعمليات بمختلف حقولها.. هذه المرة سيكون الحديث عن مفهوم “العمل عن بعد” وكيف أصبح طوق نجاة لكل قطاع ينشد استمرار أعماله وكل فرد يسعى لامتداد نجاحاته..
مفهوم “العمل عن بعد” يا كرام فرضته طبيعة المرحلة كخيار وليس مصيرا، بل من وجهة نظري أنه أتى بمثابة اختبار قدرات ورغبات وطموحات كل منظمة أعمال أو فرد ينشد البقاء حياً يتنفس العمل، أو ميتاً يقبع في سبات العذر المقدم له سلفاً والظروف التي منعت وجوده في مقر عمله المعتاد..
وحين أقول العمل عن بعد فلا أقصد به العمل الروتيني “الوظيفي. فحسب، بل المقصود أشمل من ذلك بكثير وأعم وأهم، إذ إن العمل عن بعد هنا يقصد به الحياة المهنية والتدريبية والتعليمية والخدمية عن بعد.. يقصد به تقاسم العطاء والبذل عن بعد.. يقصد به امتداد النجاح والتطور عن بعد..
مع “كورونا” وضع الجميع تحت كاشف واضح فاضح ظهر فيه الأفراد والمجموعات تحت مجهر فاحص كشف صدق رغباتهم في التطور والتطوير.. فأظهر بجلاء تلك الفوارق الشاسعة بين معاول النجاحات وصانعي الإخفاقات..
مع “كورونا” لم يتوقف المخلصون لأعمالهم عند إشارة “ممنوع الحضور للمقر”.. ولم يستسلم ناشدو التطور أمام إقفال قاعات التدريب.. ولم ينم المجتهد على فراش “تعليق الدراسة”.. لأن أولئك يا كرام وضعوا مفهوم “العمل عن بعد” أمامهم كطريق فرعي يوصلهم إلى ذات الهدف.. وحولوه إلى واقع ملموس نالوا منه ما نالوا من الخير والتقدم..
مع “كورونا” ظهر الذكاء والإخلاص في أبهى الصور وقد عبرت عنه عشرات التطبيقات الذكية ومئات الدورات المشاهدة وآلاف الاجتماعات الافتراضية ومثلها من الدروس التعليمية.. بعد أن ترجمها بكل إيجابية أولئك الأقوام الذين لا يتوقف عملهم ونجاحهم وطموحهم عند حد معين..
إلى كل مشرف وصاحب قرار.. أوصيك ونفسي بالتمسك بتلك النوعية من البشر التي لم تستسلم لظروف “كورونا” فبقيت تعمل وتتطور رغم كل شيء..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..