|


نبيه ساعاتي
نصر وهلال.. هلال ونصر
2020-07-22
استنادًا إلى القوة الأحادية المطلقة وعدم إتاحة المساحة لتقدم الآخر للمنافسة، تستطيع أن تتنبأ بالبطل مسبقًا في كثير من المنافسات الكروية العالمية، فمثلاً في ألمانيا من الآن أستطيع أن أجزم بأن البطل في الموسم القادم هو بايرين ميونيخ، كما كان في الموسم المنصرم للتو.
وهكذا هو الحال بالنسبة للدوري في فرنسا فالبطل هو باريس سان جيرمان، وفي إيطاليا الهيمنة ليوفنتوس، بل حتى في محيطنا العربي أنا على يقين من أن الأهلي سيكون بطل الدوري في الشقيقة مصر الموسم القادم، وهو حامل اللقب في الموسم الحالي.
مثل هذه البطولات المستوى الفني فيها دون المأمول والتنافس أبانها يكاد يكون معدومًا، وهي بالتالي لا تسترعي اهتمام الرياضيين ولا تستحوذ على متابعة المشجعين، والنتيجة أنها لا تحقق عائدات اقتصادية عالية، لانصراف المعلنين عنها صوب الأخرى، التي تشهد ارتفاع المستوى الفني، ما يزيد التنافس في الميدان، الأمر الذي يولد صخبًا إعلاميًّا ينتج عنه ضجيح جماهيري فتضخ الملايين فيها، ليدور رحى الاقتصاد في محيط الرياضة لتنمو وتتطور.
ولعل ما كان يميز الدوري السعودي عبر تاريخه العريض إنه كان دائمًا ما يشهد تنافسًا رباعيًّا وأحيانًا خماسيًّا على المركز الأول، ولا ينفض السباق إلا في الأمتار الأخيرة - إلا ما ندر -، ولكن على ما يبدو أننا نسير في الاتجاه نفسه لتلك البطولات، التي تستطيع أن تتنبأ ببطلها مسبقًا، فلقد انحصرت المنافسة في السنوات الأخيرة بين النصر والهلال أو الهلال والنصر فقط، والمشكلة أن المعطيات تقول إن التنافس حتى في المستقبل سيكون فقط بينهما، في ظل القوة الشرائية الكبيرة التي يتمتعان بها دون غيرهما، وبالتالي قدرتهما على شراء عقود لاعبين عالميين واستقطاب نجوم الأندية الأخرى محليًّا، وذلك لا يصب إطلاقًا في مصلحة الكرة السعودية.
والواقع أنني ومن منطلق حرصي على مصلحة رياضة الوطن أقول إننا إذا ما أردنا أن نجعل الدوري السعودي ضمن أفضل بطولات الدوري في العالم، وهي الاستراتيجية التي وضعتها وزارة الرياضة قبل سنوات، فمن المفترض أن نتجاهل ألوان الأندية ونضع نصب أعيننا لون المنتخب، وأن نسعى إلى توسيع دائرة المنافسة وتقديم الدعم لكل الأندية على حد السواء، بهدف إيجاد أجواء تنافسية تسهم في رفع المستوى وعدم السماح بتكديس النجوم في فريق أو اثنين، ما يحرمهم المشاركة وفي هذه الحالة يكون الخاسر الأكبر المنتخب.