|


هيا الغامدي
لنتعلم من الكرة البلجيكية
2020-12-11
استمرارية تربع بلجيكا على عرش صدارة ترتيب الفيفا للمنتخبات لديسمبر آخر شهور 2020م، سحب البساط من تحت أقدام منتخبات كبيرة لها باع في صناعة كرة القدم كالبرازيل، ألمانيا، إنجلترا، هولندا، فرنسا، والأرجنتين.. ولم يكن مجرد ثروة هبطت من السماء لجعلها من منتخبات الصف الأول عالميًّا، لكن نتيجة تخطيط واستفادة من تجارب الدول المتقدمة..
صحوة قادها عراب الكرة البلجيكية المدرب ميشيل سابلون لتحسين كرة القدم في البلاد، ووضعها بالمكان اللائق على خارطة الكرة العالمية.. خطة العمل الاستراتيجية تلك بعيدة المدى تهدف إلى نشر كرة القدم والعمل باتجاهات ثلاث: أندية/ منتخبات، ممارسة اللعبة “المدارس الكروية” وتقوية المسابقات بشكل غيّر معه الذهنية التكتيكية بالبلاد..
من بعد 2010م، تحسنت كرة القدم ببلجيكا وبدأت تصعد بعض الأسماء وتشارك بأقوى البطولات في العالم، ونجح المنتخب بالصعود شيئًا فشيئًا لمراكز متقدمة بالتصنيف الدولي، تألق المنتخب نتاج عمل وتخطيط رسمه القائمون على كرة القدم البلجيكية، لوضع خطة عمل شاملة أصبحت حجر أساس للتطور والتحول، بدليل وصولها للترتيب الثالث بروسيا 2018، رغم أن الدوري البلجيكي ليس الأول أوروبيًّا/ عالميًّا، وبترتيب متأخر خلف الإسباني والإنجليزي والفرنسي والألماني والإيطالي.. الدوريات الأكثر شهرة/ سيطرة على البطولات/ الكؤوس والجوائز على مستوى الأندية والنجوم..
من يتأمل كيف تحولت الكرة البلجيكية من تصنيف متأخر 2007 “71” للأول دوليًّا في ظرف سنوات قليلة، يلاحظ تلك القفزة الهائلة/ العظيمة والثورة الفنية التي استطاعت الحفاظ على المكتسبات واستمرار العمل بشكل قوي ولافت، يقوده الداهية الإسباني روبيرتو مارتنيز ومساعده الغزال الفرنسي تييري هنري.. فهذا المنتخب سيبقى المرشح الأول لنيل البطولات والجوائز الكبرى والأقرب كأس الأمم الأوروبية الصيف المقبل.. وليس بغريب على منتخب يضم صفوة النجوم في العالم هازارد ولوكاكو وكورتوا وكومباني.. رغم النحس الذي يعاني منه المنحوس هازارد نجم البلوز سابقًا ومدريد حاليًا، وكثرة الإصابات المرتبطة بالشد العصبي/ النفسي وتأثيره السلبي على العضلات..
مسألة عظيمة لمنتخب لديه عدد كبير من اللاعبين أصحاب الأصول الإفريقية/ العربية كمروان فيلايني وزكريا بقالي وناصر شاوي وكومباني ولوكاكو من أصول غير أوروبية من مواليد بلجيكا.. استفاد من هذا الجيل ليصبح في المقدمة ويصبحوا من نجوم الصف الأول عالميًّا..
تألق كرة القدم البلجيكية نتاج صبر طويل وعمل وبناء واستفادة من تجارب الآخرين واهتمام بالفئات السنية “نواة المستقبل”، والمدارس الكروية وتطوير عمل المدربين لصنع قاعدة عمل قوية أصبحت مثار اهتمام ومحط أنظار وإعجاب الجميع..