|


هيا الغامدي
الهلال ينافس نفسه!
2020-12-13
لماذا يختلف الهلال عن البقية؟! وما الذي يجعله مكتملًا أكثر؟! الهلال بفضل استقراره على جميع الأصعدة حالة فريدة من الحالات النادرة لكرة القدم تتكامل فيها جميع المكونات بصورة كيميائية مغردًا بمفرده منافسًا نفسه وإنجازاته فقط!
ميزة الهلال التي يفتقدها غيره أنه لا ينظر إلا لموضع أقدامه فقط وإلى أين يمكن أن يصل! لذا هو ناجح ومتفوق وغيره مجرد “نيازك” تتساقط الواحد تلو الآخر! من فوائد تأمل الذات والانشغال بالنفس تطوير المزايا والإيجابيات وإصلاح العيوب والسلبيات، والعكس فمن ينظر لنعمة غيره يعاني من الضياع والشتات وحسرة النفس والحسد والسقوط والانزلاق أكثر وأعمق!
ميزة الاستقرار عامل من عوامل تفوق الهلال، وهي مسألة قديمة وعظيمة عرفها الهلاليون منذ القدم والانسجام الهارموني وتماسك “كيمياء” استقرار فني إداري وتهيئة لاعبين نفسيًا بشكل يظهر على مخرجاته، يقول زيزو مدرب الملكي: “الانتقادات جزء من كرة القدم، ويجب أن تعلم كيفية التعامل معها، ولكن أهم شيء أن نؤمن بما نفعله”! الهلال مثله مثل الريال تعرض في فترة للانتقادات واستفاد منها، تعامل معها كوسيلة تقويم كما الكبار ونهض بسرعة، والسيئ والذي أساء استقبال الانتقاد لم يتعلم ويتفلسف!
معدن الفرق يظهر في الأوقات الصعبة والمنحنيات الخطرة وبعد السقوط والتعثر! مسافة زمنية ذهنية احترافية هائلة بين الهلال ومنافسيه، ليس فقط بابتعاده بالصدارة لكن بالكيمياء! وهذا رزق ونعمة “وأما بنعمة ربك فحدّث”. استشعار النعم وسيلة شكر تزيدها بركة، الهلال افتقد جمهوره وواصل العطاء ولم يتحجج كما غيره ومن هوى إلى قاع سحيق من الأعماق ليخفي فشل وسقوط وراء عباءة الجمهور!
صحوة النصر لم تستمر طويلًا ولم يعد منافسًا للهلال حاليًا، بل يبحث عن طوق نجاة لا أكثر! دائمًا معيار جودة المنتج يظهر مع تقادم الزمن ومن مباراة لأخرى والأجانب “معادن” والمعدن الرخيص يظهر تفاعلًا مع الظروف الصعبة، فيبهت ويضمحل بريقه بسرعة وتذروه الرياح كما لوكان ورقة خريف بالية! الهلال يملك عقلية الانتصار وتطويرها وشخصية البطل واستمراها لتوسيع الفارق مع رغم تعكير صفو المنافسة بأخطاء حكام ومن غير المغفور ما جاء تقني منها var!
الهلال يملك أفضلية مطلقة في كافة الأصعدة إداريًا فنيًا عناصريًا طبيًا ولياقيًا على أعلى مستوى، بدليل تجهيز اللاعبين واللياقة العالية والتعافي بشكل أفضل وأسرع دلالة على جودة العمل بهذه الأجهزة جميعها وكفاءتها! وترك للبقية الحسرة وقلة الحيلة.. فما عادت أعذار تفيد ولا حيل تكفي!