|


هيا الغامدي
الاحترام مطلب في كرة القدم!
2020-12-20
المفاجآت جزء لا يتجزأ من كرة القدم وهي ظاهرة عالمية تحدث في كل دوريات وبطولات العالم. كرة القدم ساحة متاحة للجميع ليست حكرًا على أحد. واقعية كرة القدم تأتي من مبدأ احترام الخصم صغيرًا كان أم كبيرًا. الاحترام أول سلالم الفوز والنجاح. غالبًا الفرق التي لا تقدم الاحترام لخصومها تفشل وتسقط. كرة القدم لا تحترم من لا يحترم الخصم والملعب ويحترم النتيجة؛ تقبل النتيجة شكل من أشكال الاحترام التي تشمل الروح الرياضية وتقبل النصيحة/ النقد والاعتراف بالخطأ/ تحمل المسؤولية.
احترام كرة القدم أنواع؛ فهناك احترام الخوف من قوة المنافس “الدفاع المستميت”، واحترام مهارة وتاريخ وتأثير، واحترام نابع عن الروح الرياضية التبادلية بين الفريقين.
كثيرًا ما تبتهج الفرق وجماهيرها بمباريات خروج المغلوب من مقابلة الفرق الأقل ترشيحًا رغم أنها الأخطر وغالبًا ما تتفوق وتصعد على أكتاف الكبار؛ بالدافعية والشغف واحترام الخصم ولا تعاني أي ضغوط. مشكلة الفرق الكبيرة الثقة الزائدة عن اللزوم؛ ثقة اللاعب والمدرب والفريق والجمهور. الثقة الزائدة تذهب العقل والتركيز وتبدد الطموح والعمل والعطاء وتعطي للمقابل فرصة الفوز عليك.
فمن يحترم يُحترم. والهدف يأتي من خطأ والخطأ يأتي نتيجة قلة تركيز وعدم احترام، لذا فإن ثقافة احترام الخصم يجب أن تكون حاضرة قبل المباريات صغيرها وكبيرها، المهمة والعادية! في بطولة كأس الملك ودع الهلال والأهلي والشباب مبكرًا على يد الفتح والعين والقادسية رغم أن الترشيحات المبكرة ذهبت إلى الكبار! بالذات الهلال حامل اللقب الذي فجر الفتح أمامه أم المفاجآت بجرأة وشجاعة وحسن قراءة من المدرب على أرضه، مثله فعل العين القادم الجديد للممتاز بالأهلي في عقر داره والقادسية بالشباب! فرق امتلكت طموح وشغف الفوز ومواصلة المشوار احترمت خصمها، أعطته حقه تركيزًا وثباتًا وتمكنًا فاحترمتها كرة القدم وأهدتها الفرح والفوز! أتذكر كيف ودع الريال على يد أياكس بدوري الأبطال مبكرًا بعد الخسارة على أرضه بالسانتياجو برنابيو ليفقد البطولة المفضلة لديه!
لماذا أصبح أغلب طموحات الفرق الفوز على الهلال وكأنه أم البطولات؟! وهل فقد الهلال شغف الفوز وتشبع بالبطولات؟! وإن صح فهذه مسألة خطيرة جدًا عندما تصل لقمة الجبل بعد مشوار طويل من العمل والكفاح والإنجاز والزمن ليصبح الانزلاق خطرًا يداهمك كثيرًا هنا يجب أن تعيد حساباتك وتقف عند مكامن الخطأ ولا تبرر ولا تمرر بل تحاسب وتسأل وتقرر!