|


فهد عافت
تحيّة إلى روح لقمان سليم!
2021-02-12
ـ قُتِلَ غدرًا، ولكن كلماته ستبقى، وموقفه الإنسانيّ سيُخلّد. وكذلك حسّه الأدبي الرّفيع. رحِمَ الله لُقمان سليم وأسكنه الفردوس الأعلى بفضله تعالى.
“بلكونة” الجمعة، لهذا الأسبوع، تحتفي برائعة من روائع ترجماته: “توقيعات” لسيوران. تحدّثت أكثر من مرّةٍ عن هذا الكتاب بهذه الترجمة تحديدًا. بعد واحدةٍ منها أُبلِغتُ أن لقمان سليم طلب رقم هاتفي وكان منتشيًا بما كتبتُ على بساطة الكتابة وقصورها. يُسعدني ذلك الانتشاء اليوم مثلما يُحزنني أن المكالمة لم تتمّ، ربما أُجِّلَتْ إلى حياةٍ أُخرى، أبديّة الجمال!.
ليس لي من المقالة غير العناوين الفرعيّة، وعلامات تعجّبٍ!.
ـ الثأر المُخزي:
حَذَارِ أولئك الذين يُعْرِضُونَ عن الحُبِّ والطَّمَعِ والإلْفِ. لسوفَ يثأرون لِمَا زَهِدُوا!.
ـ إلى الفردوس:
لَمَّا يَحْدُثُ أنْ دَوَّخَنِي الإيمانُ يومًا، وعلى هذا فالحَنِينُ إلى الفردوسِ يَنْهَشُنِي!.
ـ تشريح:
بعد تشريح عبارةٍ، تعودُ لا شيء معنىً وكَوْنًا. تنعدِم!. على غِرار ما أنّ الجسم بعد تشريحهِ أقلُّ من جُثَّة!.
ـ نجاح الفشل:
أخْصَرُ الطُّرُقِ إلى اكتساب أصدقاءٍ أوفياءَ: تهنئَتُهُمْ بإخفاقاتِهِم!.
ـ صمت:
ويأتي على المرءِ حينٌ يَكُفُّ مَعَهُ إلّا عن مُحاكاةِ نَفْسِهِ!.
ـ مُعْضِلَة:
عندَ الإكْبارِ كما عندَ الحَسَدِ: تشتعلُ العَينانِ فجأة!. كيف التّمييزُ بينهما في عَيْنَيْ أولئك الذين يَشْتَبِهُ أمرُهُم علينا؟!.
ـ كذا تُكتسبُ اللُّغة:
ثمانِي مرّاتٍ نَسَخَ “ديموستين” بيدِهِ تاريخ “تُوسيديد”. كَذَا تُكتَسَبُ لُغَةٌ!. حَرِيٌّ بالمرء أنْ يَشْجَعَ على نَسْخِ الكُتُبِ التي يُؤثِرُ، جميعًا!.
ـ أوقِفُوا الزّحف:
أَيُّهُمْ، عن سَهْوٍ أو ضَعْفِ دِرَايَةٍ، يَعُوقُ الإنسانيَّةَ، طَرْفَةَ عَيْنٍ، عن زحفِها، يُحْسِنُ إليها!.
ـ مَشِيب:
ينسلِخُ شبابُ المرءِ، يَومَ يَكُفُّ عن اختيارِ أعدائهِ بنَفْسِهِ!، يومَ يَقْنَعُ بِمَنْ يُصِيبُ عَفْوًا!.
ـ تأدُّب:
ألا لا يُحَاوِلَنَّ حياةً مَنْ لم يتأدّبْ بَعْدُ بآدابِ الضَّحِيَّةِ!.
ـ كواليس الرّغبة:
وراءَ كُلِّ رغبةٍ: راهبٌ وجَزّارٌ.. يتعاركان!.
ـ بعد فوات الأوان:
دَعْكُمْ من حديث الشعوب المُسْتَعْبَدَةِ ونُزُوعِها إلى الحُرّيَّةِ: عَذِيرُ الطُّغاةِ أنّهُم يُطاحُ بِهِم بعدَ فَوَاتِ الأوانِ!.
ـ انهض:
لا يُوَافِقُ الفِرَاشُ مِنَ البطولةِ إلّا الأَرَقُ!.
ـ ثَرْثارٌ وسِكِّيت:
لا يَرْقَى إلى الجنونِ إلّا ثَرْثَارٌ وسِكِّيتٌ: مَنْ اسْتَفْرَغَ نَفْسَهُ أسرارَها جميعًا، ومَنْ فَاقَ الحَدَّ في اسْتِخْزَانِها!.
ـ ما لا يكفي:
لَوْ كانَ مَحضُ اسْتِقْذَارِهِ العَالَمَ يُضيفُ المرءَ إلى القَدَاسَةِ لَمَا وَسِعَنِي الامتناعُ مِنْ رَسْمِي قِدِّيسًا!.
ـ زُهْد:
إذا صَحَّ أنّ خاصَّةَ الحَكِيمِ الإمساكُ عن فِعْلِ ما لا طائلَ وَرَاءَهُ، فَمَا مَنْ يَفُوقُنِي حِكْمةً: حَتّى مَا مِنْهُ جَدْوَى، لا أتَدَانَى إليه!.
ـ ولَوْ كانوا على خطأ:
على المرءِ نَصْرُ المُستضعَفِينَ في كُلِّ حالٍ ولَوْ كانوا على خطأٍ، لا غافلًا أبدًا أنّهُمْ مِنْ طِينةِ مُسْتَضْعِفِيهِم قَدْ جُبِلُوا!.
ـ الدّوامُ لله:
لا يَدُومُ إلّا ما أُنْشِئَ في العُزْلَةِ، بِحِيالِ وجههِ تَعالى، مُصَدِّقًا كان المرءُ أم كافرًا!.