|


فهد عافت
«حِدَّهْ يا اخو رِفْعَهْ»!
2021-02-17
ـ “حِدَّهْ يا اخو رِفْعَهْ”!. جملة انطلقت بعفوية، لكنها اختزلت أزمانًا طويلةً من المجد والشموخ، واستعادتْ صولات عزٍّ وفخر تشرّبتها الدِّماء في العروق!.
ـ نطق بها والد اللاعب “عارف آل حيدر” وهو يشاهد لاعب الهلال سالم الدوسري، أفضل وأخطر لاعب سعودي حاليًا كما أرى، منطلِقًا كالسهم بالكُرة في هجمة واعدة، بينما ولده لاعب ضمك يلاحقه، وبالشعبي “يبَاري له”!، محاولًا قطع الكرة منه وإفشال الهجمة!.
ـ “حِدَّهْ يا اخو رِفْعَه”!. قالها وهو يتابع ولده من وراء شاشة التلفزيون!. لكن من قال إنّ الكلمات لا تصل؟!. سَمِعَ الابن أباه “ينتخي” به!، فالكلمات قبل أن تُقال لفظًا في هذه اللحظة، قيلت تربيةً طوال العمر!.
ـ انقضّ اللاعب عارف آل حيدر كالصّقر على الكُرَة، وصل إليها، وقذف بها إلى الفراغ، وانتهت الهجمة، قفز الأب من مكانه، طوّح بغُتْرَتِهِ، وصاح: “إييييه.. ونِعِمْ”!.
ـ وانتصر نادي ضمك لأوّل مرّةٍ في تاريخه على نادي الهلال بهدف حافظ عليه حتى النهاية!.
ـ كان مقطعًا عفويًّا مؤثِّرا. والغاية التي من أجلها أعيد صياغته كتابةً، هو أنّ كرة القدم: “مَرْجَلَة” قبل أن تكون فنًّا!. ثلاثة أرباع الفن: “مَرْجَلَة”!.
ـ أنقل المشهد، بناءً على معلومات انتشرت عبر الواتساب مُرافقةً للمقطع المصوّر، تقول بإنّ الرجل هو والد لاعب ضمك. أظنّها لفرط الحماس معلومات صحيحة، فالتأثّر كان مفعمًا بالمحبة والرّجاء!.
ـ وأتذكّر في لقاء قديم أجريتُهُ مع الكابتن المبدع نواف التّمياط أنه قال نفس الكلام تقريبًا، ولفرط إعجابي بما سمعت وضعته عنوانًا رئيسيًّا، كان قريبًا جدًّا من هذا: “حين ألعب أنتخي وأقول أنا اخو رِفْعَهْ”!.
ـ في زمن الكرّ والفرّ، والفروسيّة التي ليست بالكلام!، كان الأبطال يفخرون بأسماء أخواتهم!. الذي حدث بعد ذلك عجيب غريب مريب!. لكن لنؤجِّل هذا إلى وقت آخر!.
ـ أيها اللاعب: اختر مكانك بين الرّفْعَتِينِ، أو اترك الكُرَة!. المنافسة الرياضية هي البديل الإنساني للحرب، بديل سِلْمي عظيم، لكن الانتصار في الحرب والسِّلْم يحتاج “هقوة” صائلة، و”نخوةً” صاهلة!.