|


عبدالرحمن الجماز
فريق الضجيج
2021-02-26
شكلت ثقافة “الضجيج” ظاهرة لا يمكن تجاوزها في المشهد الرياضي الكروي السعودي، عبر مجموعة من إعلامي “البراشوت” الذين ملؤوا الدنيا ضجيجًا، بأطروحات تتناقض مع الواقع وتجعل من الوهم حقيقة.
وسعى هؤلاء من خلال أجيال متعاقبة من المحسوبين على الإعلام ظلمًا وعدوانًا لترسيخ الأوهام وبيعها للجماهير، ويحسب لهم أنهم نجحوا في تسويق الأوهام ومغالطة الحقيقة، و”الاقتران” في كل في مرة بنادٍ يفوقهم في عدد المنجزات والبطولات أضعافًا مضاعفة.
وعند هؤلاء المحسوبين، لا بأس أن يضعوا من فريقهم “منافسًا” لنادٍ آخر، حتى لو كان الفارق بينه وبينهم “سنوات” ضوئية في عدد البطولات.
ويرى الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار علماء الأزهر، أن ثقافة الضجيج لا يمكن أن تبني إلا عقولاً هشة، حيث كتب ذات مرة: “طُلب مني كثيرًا أن أصل لثقافة الضجيج وثقافة التأمل، وابتداءً فأنا مع ثقافة التأمل وضد ثقافة الضجيج، وثقافة الضجيج تبني العقلية الهشة، التي لا تقدر على التفكير وعادة ما يسبق النشاط الفكر، وسبق النشاط للفكر أحد السمات العظمى في التأثير في الحضارات والفنون والآداب والحياة”، وعدها عبد الواحد يحيى “رينيه جينو قبل أن يسلم” في كتابه عن الحضارة الحديثة أحد السمات التي قتلت الإنسان أمام نفسه”.
إذًا نحن أصبحنا في مواجهة صعبة أمام هذا الضجيج، والتي شبهها أحدهم ذات مرة بأبواق “الفوفوزيلا” التي برزت على السطح إبان مونديال كأس العالم في جنوب إفريقيا، وهي أصوات صاخبة تفوق قدرة أذن الإنسان على التحمل، وهو ما جعل الكاتب يتساءل عن الأسباب التي تدفع بعضهم إلى عشق هذا اللون من الصخب، وهل هناك أسرار نفسية هي التي تدفع الإنسان أو المشجع الرياضي إلى الاندماج في مثل هذه الثقافة المزعجة القائمة على الصخب والتشويش؟
ويُعرِف موقع ويكيبيديا ثقافة الضجيج بالمعنى الشائع لها، بالأصوات غير المرغوب فيها أو التلوث الضوضائي، في كل من الإلكترونيات التناظرية والرقمية، ويعتبر الضجيج أو التشويش إشارة عشوائية غير مرغوب فيها، بالإضافة إلى الإشارة المطلوبة، وسميت ضجيجًا على سبيل التعميم من الضجيج المسموع أثناء الاستماع إلى بث إذاعي ضعيف.
وهو ما يفسر الحالة التي بقي عليها هؤلاء “الضجيجيون” طوال تلك العقود وحتى الآن، وما يعانونه من ضعف في الحجة، ونقص في المنجز، يجعلهم لا يتورعون من جعل فريقهم منافسًا للبطل، حتى إن كانوا مازالوا يجولون بين مراكز المؤخرة في كل جولة.
وظلوا في كل مرة يرقبون “البطل” وينتظرون زلته، ليس لهم من سلاح سوى الضجيج، وهو بطولتهم الوحيدة.